يصادف اليوم السابع عشر من نوفمبر2008 مرور خمسين عاما على اول انقلاب عسكرى في تاريخ السودان انقلب على اول نظام حكم ديموقراطي في البلاد استمر لعامين فقط بعد استقلال السودان عام1956 الى ان اطاح به قائد الجيش الفريق ابراهيم عبود في مثل هذا اليوم قبل خمسين عاما. وكان هذا اليوم يمثل خيبة امل عظيمة لكثير من الوطنيين وخاصة بعد انتصارهم في معركة الاستقلال حيث كانوا يتوقون لاوضاع ديموقراطية يستمتعون فيها بالحرية والديموقراطية ولكن قد خيب امالهم استهتار بعض القوى الوطنية بالديموقراطية وجعلها نظاما فاقدا هيبته بسبب المزايدات والتناحرات الحزبية التي ساهمت في القضاء على اول نظام ديموقراطي من قبل المتربصين به من العسكر وقد وجدوا الذرائع والمبررات للانقضاض عليه وذلك للاسف بالتعاون مع بعض المتامرين على الديموقراطية نفسها من المحسوبين عليها وقدكانت دكتاتورية نوفمبر محطة هامة في تاريخ السودان وامتحانا حيا لقواه الحية التائقة للديموقراطية في مواجهة القهر والمظالم والتي بالفعل نجحت بعد ستة اعوام رغم الكبت والقهر العسكرى في اكتوبر عام 1964 من القضاء على اول دكتاتورية عسكرية وقد قدمت تلكم القوى الحية في ذلكم اليوم المهيب عشرات من الشهداء في كل ربوع السودان مهرا للحرية والكرامة.
ولكن يا ترى هل استفاد شعبنا من ذات الدرس الاكتوبرى في التصدى للدكتاتوريات؟؟..... والاجابة بالايجاب فقد استفاد شعبنا من ذاك الدرس الاكتوبرى الهام بعد واحد وعشرين عاما في ابريل عام 1985 من القضاء على الدكتاتورية العسكرية الثانية اي الحقبة المايوية المشئومة حيث استطاع شعبنا فيها دك النظام الدكتاتورى و طرد السفاح نميرى واركان نظامه وانتصر الشعب لحريته وكرامته وعزته. ولكن اليوم نعيش وضعا دكتاتوريا انقض علي ديموقراطيتنا الثالثة والتي وادناها باستهتارنا وعدم انضباطنا مما اورثتنا نظاما فاشيا هو الاشنع والافظع والاقبح في مظالمه ومفاسده وجرائمه بشكل غير مسبوق في تاريخ السودان القديم والحديث حيث هذا النظام المجرم القائم اليوم في بلادنا بسياسات القتل والقهر والترهيب والنهب ضرب الرقم القياسي في المظالم والمفاسد والاستباحات للوطن وشعبه ومعتقداته وهو لو جمعنا كل مظالم ومفاسد الحقب الماضية لا تسوى ربع ما هو كائن اليوم والاسباب التي ادت لانتفاضنا في الماضي مضاعفة اليوم مرات ومرات ينبغي ان تجعل منا شعبا يثور صباحا ومساء ومرات عند اللزوم اي اننا مطالبون اخلاقيا وانسانيا ان نغضب ونثور اضعاف حالات الغضب والثورة التي جعلتنا نثور ضد الانجليز والاتراك وعبود ونميرى لان الظلم والفساد القائم الان لاسباب اخلاقية وانسانية امر لا يمكن السكوت عليه وهو امر يشكك في كل ثوراتنا الماضية بل في وعينا واخلاقنا اذ كيف نصمت على هذا القدر المهول من المفاسد والمظالم وقد ثرنا من قبل في الادنى منها وقد انتصرنا لكرامتنا فكيف لا نثور في الاعلى اي ضد هذا الوضع الكارثي ضد هذا الواقع المذل والمهين والمحط لادميتنا حيث المعركة هنا لاجل كرامتنا المنتهكة وشرفنا الملوث بصمتنا البئيس امام حفنة من القتلة واللصوص والفاسدين الجبناء!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق