وقد استشهدت عليها الرحمة برصاص الطغمة الحاكمة الان في أوائل ايامهم الكالحات قبل عدة أعوام في قلب جامعة الخرطوم في زمن (الديجتال) وقد شهد استشهادها زملاؤها وزميلاتها في جامعة الخرطوم وحملوها الى المستشفى وقطعا شيعوها الى مثواها الاخير في ريفي الدندر في قرية نور الجليل... ولكن للاسف حتى اللحظة لم تنشر صورة واحدة لهذه الشهيدة البطلة لاحياء ذكراها ولا صور حول مناسبة تشييعها الى مثواها الطاهر .
أيعقل أن هذه البطلة لا تملك أي واحدة او واحد من اقربائها او زميلاتها او زملاؤها صورا شخصية لها بجميع المراحل لتخليد ذكراها في كل المحافل وتعريف شعبنا بها كاول طالبة شهيدة في تاريخ الوطن نضعها ونزين بها بيوتنا واشياءنا والمعارض التي تتطرق الى ذكرى شهدائنا وقد نطبعها على ملابس بناتنا واولادنا في المهاجر ليأخذوا جرعات من الوطنية حين يعرفون ان هذه البطلة الطاهرة دفعت حياتها لأجل هذا الوطن...
أيعقل أننا أمة تافهة الى هذا الحد من السوء والانحطاط وهي لا تحسن فضيلة الوفاء لشهدائها من دفعوا أرواحهم فداءنا فمثل هذه الشهيدة في البلدان المتحضرة تقام لها النصب التذكارية والتماثيل واللوحات احتراما للمرأة التي لا زالت مضطهدة ومذلولة ومحتقرة في بقاع شتى من العالم فعندما تتقدم هذه الحواء وتسبقنا في مجال البذل والعطاء نحن معشر الذكور وهي تقدم اعظم ما يملكه الانسان وهي روحه وحياته وبعد كل هذا لا تجد منا من يخلد ذكراها فنحن نظلمها ايضا هنا وهي ميتة وللاسف لااحد من رفاقها ورفيقاتها لا يملك اية وثائق تخلد هذه الشهيدة البطلة...وصوت لومي اوجهه بشكل خاص الى نسائنا وبناتنا اذ كيف يفوتن شرف الاحتفاء بهذه الرائدة الشهيدة من بني جنسهن وهي مفخرة لهن بهذا البذل الغالي العظيم فينبغي ان يحتفين بالشهيدة في كل يوم حتى من باب الانحياز ( الجندرى) كنوع من الاعتزاز بالانثى السودانية وان يحتفظن بصورها في كل المراحل الدراسية والمناسبات الاجتماعية . لكن يبدو اننا امة لا تحسن صنعة الوفاء ولا خير في امة لا تحسن الوفاء وهو سقوط اخلاقي ان لا نحتفي بشهدائنا ونثمن مواقفهم وتضحياتهم لاننا بهذا المسلك نكون قد ساهمنا في غرس رذائل الجحود و التقاعس والتخاذل في ابنائنا وبناتنا وحينها لن يعطوا الوطن ما عندهم بلا بذل ولا عطاء ولا فداء لانهم يدركون انه ليس هنالك من سيذكرهم بالخير ولا احد سيثمن تضحياتهم وهو جحود ما بعده جحود وسقوط ما بعده سقوط (والامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا).
الخميس، 20 نوفمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق