الانتخابات الحاسمة والمقررة بموجب اتفاق(نيفاشا)الان بدأ العد التنازلي لحلولها وقد تبقى لها أقل من عام حسبما مقرر لها وهي معركة مصيرية حاسمة بيننا نحن من تبقى من شعب السودان المظلوم ضد ظالمنا الذي لا زال جاثماعلى صدورنا بالقسر والقتل والنهب والفساد والاستبداد ويكون في عشية الانتخابات المقررة قد اتم عشرين عاما بالتمام والكمال وقد تضخم فيها واستقوى بمقدراتنا المنهوبة من دولة مستباحة بالباطل بين يديه بمطلق التصرف فيها بلا حسيب ولا رقيب وبها صار مالكا زمام الامور فيها وملما بكل تفاصيلها ومفاصلها ومالكا لجل مقدراتها الاعلامية والاقتصادية والسياسية ودولاب خدمتها المدنية والنظامية وعلاقاتها الخارجية وسلاحها وامنها وبهذا الكسب يكون محتكرا كل اسباب القوة والمنعة والعتاد لمواجهة اية ظروف تتهدد وجوده وهو خصم خبيث قاريء جيد بالتجربة لنفسيات خصومه وتطلعاتهم ورغائبهم وسرائرهم بل صار قادرا على اختراقهم وشرائهم وتمزيقهم وتشتيتهم عند اللزوم وقد نجح في ذلك بشواهد كثيرة يصعب حصرها... وخصم بهذا الحجم المهول من التمكن ليس من السهل مواجهته ومنازلته ديموقراطيا بكيانات معدمة فقيرة ممزقة تفتقد ادنى مقومات التنظيم والحركية وتغيب في دورها الشفافية والمؤسسية وبون شاسع لازال بين قياداتها الهرمة الغارقة في الذاتية وكوادرها الوسيطة ذات الخبرات من المهاجرين والمشردين المحبطين بسبب هذه الفجوة التي احدثها عمدا الكبار وقد خلقت فراغات مهولة في جدر الكيانات لن يستطيع ملؤها كادر الداخل من الشباب الصغارعديمي الخبرة بسبب انشغالهم في دوامات الحياة والتكسب الرزقي المرير وكل ذلك بفعل فاعل لان القيادات لا زالت حريصة على قسمتها الصمدية الابدية في هذه الكيانات الخربة عبر ثنائية الراعي والقطيع الازلية في ادارة دفة الحزب وهي ظرفية مستمرة من المهد الى اللحد حيث لا مكان فيها للخلق والابداع ولامكان للخبرات والكفاءات في كيانات صارت اشبه بالزرائب تفتقر الى ادني مقومات تعريف الحزب بمفهومه الحديث ولذلك لن تصمد مثل هذه الكيانات البائسة في مواجهة هذا الخصم المنظم جدا و المدجج بالاف من الكوادر المدربة والمعدة في الداخل والخارج باموالنا المنهوبة للحفاظ علي مصالحهم المرتبطة بهذه العصبة الحاكمة حيث لا رباط اخلاقي او ديني يجمعهم بل فقط رباط مصالح كعصبة من البلطجية استطاعوا في غفلة من شعبنا واستهتار قياداته ان يسرقوا منا السلطة ونحن نائمون ..اذن هنالك فرصة وحيدة من باب( المصائب تجمع المصابينا) امام شعب السودان للتخلص الابدي من هذ الواقع المرير وهذه الطغمة الفاسدة المجرمة الحاكمة ولحسن الحظ هنالك ما يوحد شعوره وهو مخزون مخيلته من مصائب والام وذكريات مريرة يجترها كل يوم وهي ترتبط بهذه الطغمة والتي اذاقته فيها قرابة العقدين من الزمان أبشع صنوف الظلم والاذلال والهوان والقتل والتعذيب والاعتقال والتشريد وهي مرارات ستوحده قطعا وقد توزع ظلمهم بالتساوي بين كل اهل البلاد وما عاد هنالك صليح لهؤلاء الاوغاد غير مواليهم من المنتفعين والانتهازيين وبعض الرجرجة والغوغاءالذين لا زالوا مخدرين بخطاب الدين والتضليل.*اذن ليس امامنا خيار الا ان نعمل لاجل دفع الضرر عنا و لسحقهم الى يوم الدين وهو امر لن يتحقق بالتعاويذ والاماني بل بالعمل الدؤوب والسمو فوق خلافاتنا الحزبية وأحقادنا وضغائننا واجندتنا وذواتنا ونرجسياتنا لاننا فرادى لن نستطيع دحره وايضا لن نستطيع مهما تنوعت تحالفاتنا وتكتلاتنا ثنائية او ثلاثية جهوية كانت او قبلية وهو ما يريده منا ان ننازله فرادى لا موحدين لانه بوحدتنا فقط يمكن ان نقضي عليهم قضاء مبرما بقوة الوحدة وعزيمة اهلها ووحدة شعورهم طالما جميعنا متضررون ومتساوون في الضرر والابتلاءات وهو عدونا المشترك ولذلك تجمعنا المصائب وبزواله سنستعيد جميعا حريتنا وكرامتنا ونرد الاعتبار لذواتنا ونستعيد الثقة في انفسنا وبعد ذلك لنختلف ما شئنا من اختلاف ونمارس حقنا في الاختلاف السلمي المنظم عبر الديموقراطية التي سنستعيدها مبرأة من العيوب لانها بين ايدينا نعدل فيها ماشئنا ونضيف اليها ما نشاء ومن خلالها ننصف شعبنا وانفسنا ونحدد خياراتنا في الحياة وكيف سيكون الوطن حسبما نريد.
الطريــــــــق
ــــــــــــــــــــــ
التنادي الان الان عاجلا للتوحد بين كل القوى الوطنية المعارضة لقوى الهوس الحاكمة حول صيغة جامعة موحدة ولحسن الحظ لا زالت صيغة التجمع الوطني الديموقراطي اي تجمع المعارضة موجودة وهو الوعاء الانسب لهذا التلاقي باعتباره كيانا قائما نحتاج ان ننفخ فيه الحياة ليهب ماردا ومن خلاله نعبر الى النصر الاكيد.
وان تتم الدعوة العاجلة الى انعقاد اجتماع التجمع الوطني الديموقراطي داخل السودان في اقرب وقت ممكن يضم كل اعضائه القدامى والجدد داخل وخارج الوطن و يظل مفتوحا لاية قوة تنشد ذات الطريق في الخلاص وأجندة الاجتماع ينبغي ان تكون حول تفعيل و اعادة هيكلة اليات التجمع بما يتناسب وهذه المرحلة المصيرية الحاسمة.*وان تحوي ايضا دعوة كل القوى الوطنية للتوحد في قائمة واحدة باسم التجمع الوطني الديموقراطي لخوض الانتخابات القادمة والقائمة تحوي اسماء المرشحين الذين يمثلون التجمع في الانتخابات.*تسمية مرشح واحد لرئاسة الجمهورية يتفق عليه كل اعضاء التجمع.*القيام بحملة وطنية داخل وخارج الوطن لجلب التبرعات لدعم التجمع الوطني بالمال اللازم لخوض الانتخابات.*القيام بحملة تعبئة جماهيرية للشارع السوداني لكسب الدعم والتأييد للتجمع الوطني الديموقراطي في الانتخابات القادمة.*القيام بحملة علاقات دولية لتعريف العالم الخارجي بالتجمع الوطني الديموقراطي وأهدافه لكسب تاييد المجتمع الدولي له في حال فوز التجمع بالانتخابات باعتباره حكومة المستقبل الديموقراطية القادمة .*وعلى قوى التجمع الوطني الديموقراطي ان تصيغ مشروع برنامجها المستقبلي لاعادة اصلاح الوطن بعد النصر الديموقراطي والخلاص من قوى الشر والاجرام والفساد كي يكون برنامجا معلنا في الحملة الانتخابية جاذبا للناخبين اي لكسب الدعم والتاييد من الجماهير حيث لا بد ان يكون برنامجا معبرا عن انحياز مطلق للجماهير منصفا لها من ظالميها السابقين رادا الاعتبار لكل من اهين واهدرت كرامته وكل من تضرر في رزقه بسبب الفاشية المندحرة وايضا ممنيا اياها بالتقدم والخير والنماء بعد رد المظالم الى اهلها وحريصا علي الوحدة الوطنية وفي نفس الوقت مؤكدا علي حقوق اشقائنا في جنوب الوطن في تقرير المصير حسبما ينص الاتفاق وايضا يطمئن اهلنا في دارفور والشرق والشمال برد الحقوق اليهم كاملة منصفا اياهم امام ظالميهم.*ولن يكون برنامج التجمع الوطني الديموقراطي الانتخابي قويا جاذبا اذا لم يلامس قضايا الناس ومشاكلهم وتطلعاتهم الراهنة والمستقبلية حيث لا بد ان يلامسها بوضوح وهو يشير صراحة الى المحاسبات والمساءلات القانونية لمجرمي الحرب وايضا الذين عذبوا وقتلوا وانتهكوا حرمات المواطنين من جلاوذة الفاشية المدحورة وايضا محاكمة كل رموز الفساد وكل من اثرى ثراء فاحشا وكل ذلك يتم بموجب بقوانين عادلة يشرعها برلمان ديموقراطي شرعي وينفذها قضاء وجهات عدلية حرة مستقلة نزيهة حيث لا احد فوق القانون. * وايضا سيكون البرنامج جاذبا جدا اذا شعر الناخب السوداني بجدية حكومته الديموقراطية الجديدة في مكافحة الفقر والغلاء وهي تعلن في برنامجها ان كل عائدات النفط السوداني ستكون لاجله في مقابل تغطية فاتورة التعليم والعلاج المجاني والرفاه لكل مواطني البلاد!*وكي تثبت أنها قوى ديموقراطية حريصة علي ترسيخ قيم ومفاهيم الديموقراطية ان تعلن هذه القوى انها ستشكل مجلسا اعلى للدفاع عن الديموقراطية بقانون من برلمانهم الشرعيالمنتخب في حال فوزهم به وهو مجلس للدفاع عن الديموقراطية والتبشير بقيمها وثقافتهافي كل انحاء الحياة العامة في البلاد لاحداث التوازن والاستقرارالسياسي المنشود وايضا كي تثبت انها قوى قومية متحدة عليها ان تعلن عن نيتها بعد النصر اعادة هيكلة رئاسة الجمهورية من حالة احادية الى مجلس قومي رئاسي يمثل سيادة كل الوطن بكل اقاليمه ورئاسته دورية تناوبية بين اعضائه لتحقيق الانسجام الوطني الشامل المؤدي لتعزيز الوحدة الوطنية.وبهذه الاليات الواقعية وهذا السقف من التطلعات المشروعة يمكن ان نضع ارجلنا في بدايات الطريق لانقاذ هذا الشعب الغريق والا فالطوفان.
فعليكم اذن بهذه الطريقة العملية والممكنة وهي مجربة في الواقع السياسي السوداني المحلي وناجعة في اقصاء الخصم وقد جربت في اخر انتخابات ديموقراطية في عام 86 حين اتحدت القوى الوطنية في دائرة (الصحافة ) واقصت فيها عراب الهوس الترابي بمرشح واحد يمثل كل القوى الوطنية وبذات النهج نجحت القوى الطلابية هذه الايام في تحقيق انتصارات مشهودة علي قوى الهوس بالجامعات والمعاهد بالوطن وهي تتحد في قائمة واحدة باسم القوى الوطنية... اذن هذا الاسلوب اثبت نجاعته وهو الدواء الشافي للقضاء على هذه الافات المجرمة الفاسدة ولا بديل غيره والا فالطوفان اي قدوم هؤلاء المجرمين وهذه المرة باسم الشرعية الديموقراطية والتي سيتمكنون من خلالها بلا تزويرالانتصار علينا وهم يراهنون على وهننا وتمزقنا وتفرقنا ليلجوا الحكم من اوسع ابوابه شرعية ويكون مقبولا محليا ودوليا وبذلك تكتب النهاية لوطن سيرزح ربما قرونا تحت الهيمنة الاخوانية وللاسف باسم الديموقراطية في مقابل قوى مستهترة لا زالت تعيش بعقلية رزق اليوم باليوم وهي غير جديرة بالتحدث عن الوطن والوطنية عندما ترسب في الحفاظ علي الوطن بل تتركه بكل استهتار لمغتصبيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق