المتابع والمتمعن في المشهد السياسي السوداني الراهن اليوم وبعد قرابة العشرين عاما من حكم الطاغوت الاسلاموى الدموي الفاسد يخرج بنتيجة مضحكة مبكية في ان واحد وهي مضحكة لاخرين حين يرون فينا رغم مزاعمنا حول صلابة وعينا واستنارتنا اننا مجرد شعب واهم (طيبان )غير قادر بعد عشرين عاما من التصدى لقضيته ولا زال يعيش خدعة كبرى وهو يرنو الى التغيير وقد اوكل اخرين نيابة عنه ليضطلعوا بهذه المهمة التاريخية العظيمة وهم جل قياداتنا السياسية المعروفة وقد فوضناهم لاداء هذه المهمة التاريخية وقد حاولوا بكل ما اوتوا من جهد اي كل ما يستطيعون فعله للتغيير وبالفعل بجهودهم المتواضعة حصل التغيير حسبما يشتهون وقد نجحوا في تغيير غالبية من نبغضهم من كراسي الحكم وتوهطوا هم في اماكنهم وبالدليل لو احصينا غالبية وزراء هذه الحكومة الراهنة سنجد ان ممثلينا فيها اكثر عددا من خصومنا وهم من غالبية الطيف السياسي الذي يمثلنا بغالبية قواه الكبرى وبعض القوى الجديدة من يمين ويسار حتى صدق الجميع انها بالفعل حكومة وحدة وطنية عندما يشيع الاعلام الرسمي الخبيث ذلك... وفي مظهر اخر من مظاهر خدعتنا الكبرى ايضا نجد جموعا صامتة من اهلنا متوهطين في ذات البرلمان المهزلة بالتعيين وليس بالانتخاب وهو ايضا مظهر من مظاهر الخدعة الكبرى يعطي رسالة سالبة بان النظام الحالي تغير بل صار ديموقراطيا طالما يعمر اركانه ممثلونا بهذه الاعداد المهولة ولكن الحقيقة المرة انهم مجرد (شيالة قفة) بل واجهات ديكورية تجييرية لا وزن ولا قوة لها في كل هذا المعمعان الذي لا يملكون مقدراته وسلطاته العلنية والسرية قصد بحشرهم العمدى كمجرد ذر للرماد في عيون الغوغاء والطيبين وكانت اخيرا مهزلة ما يسمى ب( مبادرة اهل السودان) الاخيرة هي اكبر مظهر خداع يضفي شرعية زائفة على هذا الوضع المجرم حيث يضم جل قياداتنا (المحترمة) والتي نجلها بما فيها رئيس وزرائنا المخلوع وقد كان كعادته سيد المتحدثين في هذه المهزلة وبمعيته جل بطانة المعارضة السابقة وهي تعمر هذا اللقاء بوجودها الفاعل جدا في احداث هذه التعمية والخديعة الكبرى والذي توجه اخيرا ايضا ببركاته رئيس تجمعنا المعارض الميرغني وقد ذهب طواعية رغم كل تصريحاته بالعودة للمنفى بعد العزاء فقد ذهب ايضا ليحضر يوم الختام ويقابل السفاح البشير كما هو مرسوم له بالاتفاق معه ويؤمن على هذا اللقاء مصرحا بان الوطن مستهدف من قوى خارجية ... وبالفعل باكتمال هذا المشهد الهزلي التراجيدي حينها سيصدق الغوغاء اننا انتصرنا على الاوغاد طالما تشرف هذا اللقاء بوجود الشريفين القمرين النيرين المهدى والميرغني وهما اركان لقاء ( اهل السودان) بل مدماك بنيانه السياسي!!
والمبكي جدا عندما نكتشف اننا نعيش الغيبوبة الكبرى حين نرى بعض المحسوبين من خصومنا قد حلوا اليوم محل مناضلينا القدامى وقد صاروا اليوم هم اشرس المعارضين للوضع القائم والذي نمثل غالبيته (نحن) بحركتنا الشعبية الفزاعة الكبرى واصدقائها من احزابنا الكبرى والصغرى .. وللاسف قد صارهذا النفر من (اعدائنا) وتحديدا (الدباب) سابقا خليل ابراهيم ومجموعته المقاتلة معارضين يقاتلون بحق لاجل قضايا عادلة تخلينا نحن عنها لهم حينما عجزنا عن تحمل مسئوليتنا في حملها فحملوها وتبنوها بضمير وطني اكثر اخلاقية منا وصاروا هم المعارضين ونحن الحكام بلا استحياء ندافع عن مقاعدنا وامتيازاتنا بصمتنا البئيس واراداتنا المخصية بل الانكى اننا صرنا بلا استحياء امام العالمين ندافع عن سيادة عدونا الرئيس السفاح ونمنع العدالة الدولية من المساس به باعتبار المساس به مساس بالسيادة الوطنية وتهديد للامن والسلم الوطني!
نعم انها الغيبوبة الكبرى والتي تؤكد اننا للاسف نحمل صفرا كبيرا من الوعي السياسي بل فضيحة تفضح وعينا حينما نقبل هذا الواقع التزويرى المرير ونصدق اننا لا زلنا معارضين وطنيين ونسير في ذات المضمار وللاسف فضحنا السباق حين دارت دائرة السباق الدائرى وهي تتكون من عدة لفات وركضنا وركضنا ونحن لا زلنا نوهم اننا معارضون نتقدم الى الامام ولكن المأساة اننا لا زلنا بعد عشرين عاما في ذات اللفة الاولى حتى لحق بنا خصومنا من كنا نسبقهم بشرف العمل الوطني بل كانوا اعداءنا وهم خارج مضمار السباق في دائرة الخصوم بل الانكى انهم بعد كل هذه السنين دخلوا وتخطونا وسبقونا لفات ولفات وقد صاروا يتصدرون السباق المعارضى بمواقف اشرف وانصع من مواقفنا وهم كل يوم يكفرون عن كل سيئات ماضيهم البغيض باضعاف من البذل والعطاء والفداء قدموا لها قربانا مئات من الشهداء حتى دخلوا قلب الخرطوم في رابعة النهار وقد دخلوها مقاتلين شهداء شرفاء بينما دخلناها نحن خانعين منكسرين منهزمين بلا استحياء لنقبع مجرد محسنات ومزينات لوجه الدكتاتورية البغيض وكل يوم يمر علينا نزداد فيه رذائل ومخازي طالما قبلنا هذا الوضع الدجين
بينما يظل المجرم الترابي عراب العصبة ومؤتمره الشعبي معتبرا معارضا شريفا يثنى عليه كثير من مدعي المعارضة من بيننا وهم يقبلونه بينهم وهو لم يبذل في معارضته سوى كلمات وتصريحات هنا وهناك ولكنه لم يبلغ كفارة خليل ابراهيم التي اثبتها بالفعل النضالي الصريح والناصع والشجاع عندما قدم نفسه واهله شهداء ومشاريع شهداء لهذا العمل النضالي الشريف وهم منحازون لاهلهم بأرواحهم ودمائهم وهي شهادة تبرئة لذمته امام شعبه وامام الله تثبت انه ورجاله واطفاله ابطال معارضين حقيقيين اشرف منا جميعا لانهم كفروا عن ذنوبهم واخطائهم السابقة في حق شعبهم باعظم ايات البذل والعطاء والفداء وقد سبقونا مرات ومرات في ذات المضماربينما بقينا نحن في ذات ( اللفة) في مؤخرة المضمار نوهم اننا معارضون شرفاء وبلا استحياء لا زلنا نمارس التقييم ونطلق الاحكام ونوزع شهادت وانواط الوطنية ذات اليمين وذات الشمال لمن يستحقها ومن لا يستحقها ونمارس الغسيل القذر بلا استحياء في ديار اهل اليمين واهل اليسار في منتصف النهار والسيدان النيران القمران صارا من اعز اصحاب اللئام وقد باركا هذا الهوان والانكسار!
السبت، 15 نوفمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
صدقت كالعادة..
ردحذفالدباب التائب خير من المناضل النائم والواهم..
وللاسف صاروا كثر .