السبت، 7 يونيو 2008

هكذا يسرقون حزب الامة وكيان الانصار!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسجلها البشع خلال عقدين من الزمان من خبراتها في الاجرام والمؤامرات والقتل والنهب والتعذيب والابتزاز والترهيب والتخويف وطرد الناس من ارزاقها وتشريدها وزرع الفتن والحروب والخراب لم تشبع بعد سيئة الذكر عصبة ( الانقاذ) نهمها في البقاء والبغاء في السلطة وهي لم تشعر بعد كل هذه السنين من الاستباحات لكل مقدرات الوطن و( المردغة في الميري) و في معمعان السلطة لم تشعرحتى اللحظة بالطمأنينة في سدة البطش لتحقيق غاياتها الشريرة طالما لم تنجز اهدافها في احتواء كل خصومها عبر محاولاتها المستمرة والجادة جدا لتأمين مصالحها وقد سعت بكل الوسائل لاصطياد واختراق وتدجين بل شراء خصومها بكل الوسائل والطرق المجرمةلاحتوائهم وتفتيتهم وتذويبهم في مستنقعها الخبيث لتستمر على انفاسنا قدرا مقدرا يصادر أحلامنا في الدنيا والاخرة اللتين يسعون لاحتكارهما كانما الوطن ارض فضاء والعباد حشرات لا رب يحميها وقد نجحت في هذا المسعى كثيرا وظفرت بصيد كبير من المتهافتين والتافهين عديمي الوطنية والاخلاق اشترتهم بالمال والسلطان في مقابل تنازلهم عن مباديء الانحياز للشعب التعيس والذي ضيع صبره واحلامه مراهنا ردحا من الزمان متحملا كل العذابات مؤملاعلى خونة من تجار الوطنية والشعارات باعوه في وضح النهار بلا استحياء... فمنذ ان أطلت هذه العصبة بوجهها القبيح الشرير عزمت ان تنصب شراكها لصيد جميع خصومها في حبائلها ليخلو لها الجو لتبيض هوسها وفسادها وشرورها... وهنا ساركز موضوعي حول اهم اختراق واكبر صيد ظفروا به وقد قادهم ذات الصيد الى اختراق بقيةاركان المهيئين اصلا للاختراق من مدعي المعارضة من بوابة هذا الصيد الثمين وهو اكبر احزابها واعني حزب الامة الحزب الاكبر في احزاب السودان وهوصاحب القاعدةالجماهيرية الاعرض المنتشرة في معظم ربوع الوطن و المستندة الى ميراث وطني تاريخي مشبع بقيم التحرر والكرامة الوطنية و هو ميراث مرتبط بالحركة المهدية كحركة وطنية دينية انجزت لاول مرة للوطن اول استقلال حقيقي له قبل اكثر من مائة وعشرين عاما وهو ايضا حزب ذو توجه وطني اسلامي معتدل يظل وجوده عثرة امام طموحات واحلام مشاريع الهوس العالمي المتاجرة بقضية الدين عبر وكلائها في كل انحاء العالم ومنه السودان حيث هنا وكلاء لهذا المشروع الاسلاموى السياسي العالمي لا تعني لهم الوطنية اية قيمة في مشاريعهم السقيمة بل مجرد دعوة حق لضمان استمرار باطلهم الاممي تستعمل وصفة عند اللزوم للمزايدة السياسية حين يكون الموقف مستحقا هذا الاستغلال ويستعمل بمقدار لذر الرماد على عيون الطيبين من الوطنيين و يخيف مثل هؤلاء الوكلاء العالميين للاسلام السياسي تواجد قوى وطنية ذات امتدادات جماهيرية في اقاليمها تعيق طموحاتهم الشيطانية في المستقبل وهم يخططون للهيمنة على دولهم والذي يخيفهم اكثر ان هذا الحزب (الامة) وايضا صنوه (الاتحادي) لا زالا حزبين في الالفية الثالثة ترفدهما جماهير طائفتين كبيرتين ممتدتين في معظم ربوع السودان ترفدان يوميا هذين الحزبين العتيقين بعضوية مجانية فقط تكتسب بالتناسل البايلوجي السهل الذي ينجب اعضاء ملتزمين ابا عن جد وعن كابر يكتسبون عضويتهم بالميلاد والدم وعقيدة اتباع الطريقة ومعضد هذا الكسب بمسحة افكار سياسية ينتجها الزعيم الامام و الرئيس عند اللزوم وهي تعزز انتماء بعض الطيبين المبهورين من ابناء الطائفة الذين ارتضوا لانفسهم هذا التدجين المهين لكرامة الانسان وجمدوا عقولهم وقد تنازلوا عن التفكير للسيد الرئيس الامام الهمام او راعي الحزب وقد ارتضوا انحيازهم الوراثي العاطفي لهذا الكيان كاطار اهلي ينسجم نفسيا و اجتماعيا وعقديا مع امزجتهم وامانيهم كامر واقع ورثوه من اهاليهم له القداسة والاحترام لا فكاك منه مؤملين في انصلاح وتطور احواله الفكرية والسياسية والتنظيمية وربما ذات يوم سيحققون من خلاله طموحاتهم الوطنية وهو ذات الحال مثله مثل صنوه الحزب الاتحادي والذي تكون من صلب الطائفة الختمية بذات المؤثرات والاحوال التناسلية.كصنوه حزب الامة.. فحزب الامة اليوم برغم كل الدعاوى حول مساعيه لاشاعة الديموقراطية والمؤسسية فيه عبر اجتهادات قيادته والمستنيرين فيه الا انه لا زال اسيرا لهيمنة الاسرة لان قيادته في الاصل رغم زعمها بانها تنشد الحداثة والتغيير والتنوير ولكنهاغير جادة في هذا المسعى الصعب لانه حتما سيجلب اليها وعيا جديدا مضادا لتطلعاتها ومصالحها يستند اهله الى شفافية مؤسسية لا تعترف الا بالكفاءة قبل الولاء ولا افراد فوق المؤسسات وهو امر مرفوض عند القيادة التي ارادت وهي تتصرف بناء على هذه الارادة باعتبار ان الحزب شركة خاصة بال المهدي واخيرا يبدو انه اختذل هووطائفة الانصار علانية في دائرة املاك اسرة الامام (الصادق) فقط وقد تبدى ذلك الحال من خلال تصرفات الامام وابنائه دوما باسم هذا الحزب والكيان خارج اطار المؤسسية المزعومة في عدة مناسبات وهي تصرفات تنم عن هذا الاحساس الاصيل بالتملك وهم يتعاملون مع حزبهم كجزء من املاك( اسرة الامام الصادق) فقط ... وعلى هذه الخلفية قد كان هذا الحزب هدفا استراتيجيا مطموعا فيه لتحييده او السيطرة عليه بالكامل من قبل وكلاء الهوس العالمي بالسودان ولذك قرروا اختراقه منذ زمن مبكر والاستفادة منه ليرفدهم بعضوية من الكافرين والكارهين للطائفية من ابناء ذات الطائفة وهو ذات المنحى الذي انتهجوه مع طائفة الختمية حيث في الاصل نمت وتكاثرت حركة الاخوان المسلمين في السودان وهي(تهمبت) عضويتها خصما من رصيد هاتين الطائفتين اللتين لم تقدما ما يشبع تطلعات بعض من ابنائهما بخطاب ديني يرونه متخلفا لا يوافق تطلعاتهم وافكارهم بل مجرد خطاب يخاطب عضويته فقط بمنطق الراعي والقطيع والشيخ والمريدين وهو ما جعل بعضا من ابناء الطائفتين سهل الارتماء في حبائل حركة الاخوان ببرامجها وافكارها الخداعة والتي في خواتيمها الراهنة اتضح انها كانت( اظرط) من طائفتيهم برغم تخلفهما الا ابدا ما عطنتاهم في وحل الهوس والانتهازية والفساد وبؤر الارهاب مثلما فعلت بهم حركة الاخوان التى انخدعوا بشعاراتها الخلابة والتي جعلتهم قرابين في اقذر الحروب باسم الله لمصلحة تجار وطلاب دنيا من اللصوص والمفسدين مثلما حصل لاولئك المضللين وقد ماتوا( فطيسا) في حروب باسم الله ولكن الله فضحها وفضح مؤججيها وغاياتهم الدنيوية الرذيلة مما جعل الان هنالك حالات ردة واوبة للضمير من قبل كثير من المضللين الذين ظنوا انهم في ركاب حركة الاخوان المسلمين سيحققون احلامهم في دولة الاسلام حيث سرعان ما اكتشفوا انهم مطايا دولة الشيطان الارهابية الفاسدة القاتلة وانهم تبع لمجرمين ولصوص وقطاع طرق!
ظل وحده حزب الامة اسهل الاحزاب اختراقا من قبل الطامعين فيه من قبل وكلاء الاسلام السياسي العالمي لانه قد شاءت الاقدار والاقسام ان تهيء في داخل بيت( ال المهدي) اقامة شرعية( علي سنة الله ورسوله) لسيد الاختراق اي صهرهم وهو وكيل عصابات الاسلام السياسي العالمي و اليوم هوعراب وصانع سيئة الذكر( الانقاذ) واعني الداهية حسن الترابي والذي لسخرية ذات الاقدار انه حتى هذه اللحظات وان تناسى المتناسون وتغابى الانتهازيون وهم يصدقون ترهاته انه الان خارج دائرة الحكم ولكنه حتى لو تاب سيبقى هو المجرم والفاسد الاول سيد وسبب كل كوارث هذا الراهن الفظيع حتى لو تاب واعتذر بعدد حبات تراب الدنيا حيث يسودنا بالباطل اليوم غلمانه وحواريوه خريجو مدرسته الفكرية الشريرة التي اوصلتنا الى هذا الخراب و المصيبة بل المفارقة انه هو المطيح بعرش صهره وصديقه الامام الصادق في رابعة النهارو بينهما ( الملح والملاح) ورغم الاصرة والصداقة فقد اذله واهانه امام العالمين واطاح به وهو رئيس وزراء شرعي مفوض بالانتخاب من شعب السودان.. ورغما عن كل هذا الغدر والخيانة والتامر من طرف العراب الترابي بحق صهره الامام الصادق والشيء الطبيعي كردة فعل لمظلوم مهان صاحب حق شرعي تعرفه كل الدنيا كنا نتوقع ان تثور وتمور رغبة الانتقام والثار عند الامام رئيس الوزراءالمخلوع حد الحقد المقدس ثائرا لكرامته ضد خائنيه من خانوا( الملح والملاح) اي غاصبو سلطانه واولهم هو صهره العراب الهمام صاحب سيئة الذكر( الانقاذ) حسن الترابي خائن اصرة المصاهرة ولكن للاسف لم ينتقم ولم يثر الامام ضد صهره الذي خان ( الملح والملاح) ولم ينفعل اخلاقيا ووطنيا بقدر التحديات والاهانات في حقه وحق شعبه ولم يفكر ليعيد الامانة التي استامنه عليها شعب السودان ديموقراطيا وقد حققها الشعب التعيس عبر نضالات الاف من الشهداء وقد ضاعت هذه المكتسبات بعد ان فرط الامام رئيس الوزراء الشرعي ومعيته من السياسيين المنهزمين في الحفاظ عليها ولم يستعيدوها حتى اللحظة الى اهلها والانكى ورغما عن كل هذه المرارات فان السيد الامام صاحب الثأر لا زال رغم كل هذه المرارات العظيمة في حقه وحق شعبه لا زال مسحورا ومعجبا بصهره الترابي بدرجة حب المريد لشيخه اي محب لصهره العراب والغدار الترابي وهوسبب كل بلاوي هذا الوطن بل منجذبا اليه بشكل استفزازي رغم كل المكائد والمؤامرات من غير ان يعي ما حل به من ذل وهوان و خراب جراء هذا الانجرار في معية صهره العراب!!
ولذلك تجعلنا خواتيم مواقف السيد الامام الراهنة حيث العبرةفي اعتقادي والشائع من الماثورات انها بالخواتيم وهاهو يختم حياته السيا سية بهذا الانتحار السياسي متحالفا مع اعدائه واعداء شعبه ضاربا بعرض الحائط كل مرارات وظلامات والام شعبه وتضحيات شهدائه وابطاله وايضا اصوات الرافضين الخيانة والانهزام من داخل حزبه غير ابه ومكترث لكل الحسابات مضحيا بسمعة حزبه ونضالات ابطاله وشهدائه.. نعم تجعلني هذه الخواتيم النشازات ان اشك شكا مشروعا في كل حركاته وخلجاته وتصرفاته السابقة المريبة و التي غرد بها كثيرا في مواقف ومحكات مشهودة خارج سرب الوطنيين! وارجح جازما ان كل هذه الامور ظلت تدارعلى نار هادئة وفق مؤامرة ذكية تدور بغيرعلمه ووعيه و صاحبها وعرابها هو صهر السيد الامام حسن الترابي وهو وحده الذي توافر له الوجود الشرعي واليومي في قلب بيت السيد الامام متوهطا اسرة( ال المهدي) متابعا ومحللا وملما بكل خفايا خلجاتهم وتحركاتهم واحلامهم وامانيهم ومشاكلهم وتوازناتهم وبعض التفاصيل( الغميسة) من الخصوصيات في اجواء هذه الاسرة مما مهد له الطريق وكامل المعلومات المعينةلاختراق ذهنية صهره السيد الامام والتعرف عليه عن قرب قلبا وقالبا وكل ال بيت السيد الامام وهي وضعية ذهبية توافرت لمجرم ذكي انتهازي خبيث في مقام الترابي وهو رجل يجيد لعبة التامر عند اللزوم ولصالح اجندة مشروعه الظليم لانه بشخصه مؤامرة تمشي على قدميها.. وعلى هذه الخلفية من التحليل ارجح ان واحدة من حبكات هذا الاختراق الذي اتناوله قد كانت ما يعرف بمسرحية ( تهتدون) الشهيرة وهي حبكة خطرة ادت لنتائج حاسمة في الحراك السياسي السوداني الراهن لصالح مدبريها و التي صدقها كثير من الطيبين وقد سبقتها لقاءات( دكاكينية) بين الامام وصهره الترابي و اعوانه من حراس النظام و بحسن نية تعامل الامام مع صهره تعامل الحوار مع شيخه وهو لا يدري انه سيكون ايضا مطية لتكتيكات صهره الماكر الترابي مستغلا طيبة سعادة الامام بعد ان اخترقه و قد فضحت هذه المسرحية الامنية الى اي مدى كان السيد الامام ورئيس الوزراء المخلوع طيبا ومستلبا قد تم استخدامه من غير ان يعي في هزلية( تهتدون) هو و نجله الاكبر(عبد الرحمن) والاخير هو الصيد الثمين الذي اكتشفه و حازه الظلاميون بارخص الاثمان هذه الايام وهوباعتبار ما سيكون فهو حصانهم الرابح جدا في تحقيق هدف من اعز اهداف مشروعهم الاستراتيجي وهو الهيمنة من خلاله على كيان الانصار وحزبهم الكبير وهم يراهنون عليه كثيرا في تحقيق هذا الهدف الشرير وسيبذلون كل الطرق والوسائل لتحقيق ذلك من خلال هذا( الامير) والذي حباه الله بسطة فقط في الجسم تكفي وحدها لقيادة القطيع وجره الى زريبة الاشرار.. وقد سعوا بالفعل ونجحوا في قطع الكثير من هذا المشوارمع( الامير) بكل الوسائل و حتما سيكون صنيعتهم ليكون امام الطائفة ورئيس حزب الامة القادم خلفا لابيه الامام الذى وجهوه في ذات الوجهة ويبدو انهم اقنعوه بها حيث يحرص السيد الامام هذه الايام على تلميع ابنه (الامير) وتوضح ذلك كثرة اصطحابه له في كل المحافل والمناسبات هذه الايام وهو دليل على نجاح المخطط الشيطاني من خلال تهيئة الراي العام الانصاري وايضا وسط عضوية حزب الامة التي حتما من خلال متابعتي لها انها عضوية طيبة مؤدبة ستقبل هذا الحدث الحتمي امرا الهيا واقعا في حزب لم ولن تغشاه المؤسسية مهما علت وبحت اصوات طالبيهالانها قطعا تتعارض مع مصالح اهل الشركة اي الذين اختذلوا الحزب ارثا بيتيا بتاريخه واتباعه ولذلك لن يوافقوا على المؤسسية وان تظاهروا بذلك امام الناس استحياء..فحتما سينصاع كبار الانصار وبعض العضوية الداجنة في ذاك اليوم المشئوم حيرانا مبايعين بعواطفهم ودموعهم ( الامير) اماما ورئيسا خلفا لابيه الامام كوفاء لروح ابيه الامام اذا اختاره الله رب العالمين في اي وقت قرر ان ياخذ امانته والموت حق.. وايضا هنالك تهيئة للراي العام السوداني ان يكون( الامير) هو امام انصارالمستقبل ورئيس حزب الامة القادم حيث تم ذلك عمدا من خلال تقديمه عبر مسرحية
( تهتدون) ليبدو قائدا بطلا بل أمره الامام ابوه ( اميرا) عسكريا لجيش الامة وقد افسحوا له ذاك الطريق بتنحية واحد من الضباط الاكفاء بالجيش السوداني ليعطي الامير حقه( المقدس) في قيادة جيش الامة ليبان الامير في هيئة القائد والبطل وتعطيه هذه الصورة مقبولية ومشروعية تحقيق الامامة والزعامة مستقبلا من خلال هذه المسرحية البائخة.. مثلما سعى من قبل ابوه السيد الامام وتؤيده الاسرة للحكم وقيادة الحزب الكبير وطلب من واحد من اعظم قيادات هذا الحزب بل من قيادات هذا الوطن اي الراحل المحجوب بكل خبراته ومؤهلاته وعمره ان يفسح له الطريق لينال الشاب( الشريف) حقه المقدس في السلطة حيث هو اولى بها من كل من هم خارج دائرة القداسة.. و في اعتقادي الجازم ان العراب الترابي شخصيا هو من اوصى بتنفيذ هذا المخطط اى بحجز ( الامير) منذ الان اماما للكيان ورئيسا للحزب بل اعتقد ان العراب الترابي شخصيا يشرف على تاهيله لهذا الدور التاريخي لانه ملم بكل ظروف نشاة هذا( الامير) اي بقدراته وذكائه وتصرفاته منذ ان كان طفلا رضيعا وحتى غدا رجلا منيعا وقطعا قد زود رجاله بهذه المعلومات الدقيقة حول شخصية( الامير) ولذلك يحرص العساس المجرم
( قوش) شخصيا على رعاية صيدهم الثمين وهومشروع امام الانصار ورئيس حزب الامة القادم بكل دقة واهتمام لدرجة انه حرص شخصيا ان يكون صديقا له لاجل هذه المهمة الاستراتيجية والمصيرية وقد كانت ثمرة هذه العلاقة المشبوهة بين (قوش والامير) تلكم الفضيحة التي دبروها والتي كان المراد منها بشكل عمدي احراج الامام الصادق و ( لكسر نخرته) بعدما طرح نفسه صامدا ابيا وهو يعاف المغانم مع الاعداء رغم انه كان المبادر الاول بل فاتح طريق المساومات والانكسارات و لكن يبدو انه لم يحصل على ما كان يطمع فيه ولذلك غير وجهته( حردانا) وهو يتصنع موقفا ليس اصيلا ليقف خارج اطر المشاركة في الحكم ولم يسر في درب المهرولين بل اعتصم مزايدا بفكرة ( المؤتمر الجامع) امام خصومه وهو ما اغضبهم جدا ولذلك تعمدوا بتلكم الفضيحة ان يحطموا كبرياءه ويضعفوا بالتالي موقفه المزايد به امام الاخرين وذلك حين سربت عمدا الاجهزة الامنية الى السطح انباء مؤكدة لم يستطع نفيها حتى اللحظة الامام الصادق حول تجنيد مجموعات من بعض كوادر حزب الامام وهم من رجال حراساته الخاصين وعلى راسهم ابن الامام
( البشرى) ليصيروا خداما لاجهزة امن ( الجبهة) وكل ذلك تم من خلال نفاج ( الامير) وهوصديق حميم للجنرال( قوش) والذي اقام لاجل هذه المهمة المصيرية علاقات اجتماعية وطيدة باسرة الامام وخاصة بالسيد( الامير) والذي ربما يكون هو نفسه صاحب رتبة كبيرة في خفارة النظام اهداه ايها الاشرار بكل امتيازاتها ومرغباتها التي حتما يعرفون كيف يحققون بها ذات يوم الابتزاز كورقة ضغط عند اللزوم!! .. ومن ضمن تهيئة الاجواء لابراز وتجيير شخصية الامير ليصير اماما ورئيسا لحزب الانصار في المستقبل القريب يتندر البعض من الرافضين لهذا الواقع الجنائزي بحزب الامة انه صار من فرط تلاعب العصابة بالحزب وامام الانصار حتى السفاح البشير يتظاهر بالعبط امام الامام الصادق وهويبدي اعجابا كبيرا كاذبا بشخصية ابنه(الامير) في حضرة ابيه الامام كلما اصطحبه في زياراته المشبوهة الى القصر او القيادة العامة لمقابلة الرئيس وهو امر
( ينفخ) الامير جدا ويشبع غروره ويقربه اكثر من شراك نافخيه ومروضيه وايضا ايحاء خبيث موجه للسيد الامام وهو حديث طيب يعجب بالتاكيد الامام الطيب جدا ويجعله مثمنا ومقدرا سراق عرشه ومهينيه ومذليه وقتلة شعبه ومشرديه وهم يبدون اعجابهم بابنه وهذا بالتاكيد يجعله ايضا اكثر وقوعا في حبائل هؤلاءالماكرين وهو اكثر التصاقا وثقة بابنه الامير الذي صار مصدر اعجاب الحكام!!
لنعد ثانية الى مسرحية( تهتدون) وهي قد كانت خارطة الطريق الاضمن لاستخدام الامام استخداما ذكيا في تنفيذ اجندة اعدائه وهي ايضا توطئة خبيثة لسرقة الحزب والطائفة مستقبلا وذلك من خلال اصطياد ( الامير) الابن الاكبر للامام اي عبد الرحمن ليكون ( اميرا واماما ورئيسا) للطائفة والحزب وقد اراد منها المجرمون صناعها صيد عدة عصافير بحجر واحد حيث الهدف الاول اخراج الامام الصادق من البلاد الى الخارج لاستخدامه بخبث في تنفيذ اجندتهم في قصم ظهر المعارضة بالخارج وهي معارضة كانت في وضع ايجابي جدا ازعج كثيرا عصابة الحكم في الخرطوم وهي معارضة كان من ضمن مكوناتها الاصيلة حزب الامة والذي كان حزبا فاعلا في التعاون مع شركائه الاخرين في المعارضة وبخاصة الحركة الشعبية التي استطاع الحزب ولاول مرة في غياب ( الامام) ان يوقع معها اتفاقية( شقدوم ) الشهيرة والتي بموجبها تنازل الحزب عن مشروع الدولة الدينية في السودان ووافق على دولة المواطنة وقد كانت بالفعل اتفاقية ( شوقدوم) هي التوطئة الحقيقية لاتفاقية اسمرا للقضايا المصيرية التي انجزت اهم وثيقة في تاريخ السودان الحديث تواثقت عليها كل القوى الوطنية المعارضة المنضوية تحت راية التجمع الوطني الديموقراطي وقد كان الناتج ما يعرف ب ( ميثاق اسمرا للقضايا المصيرية) وهو امر ازعج كثيرا عصابة الخرطوم ولذلك في اعتقادي بسبب تلكم التطورات الهامة في صعيد العمل المعارض ان العصابة استعجلت خروج الامام الصادق ليحبط بنفسه هذا الواقع المضاد لهم وهم يوحون اليه من غير ان يشعر انه سيفقد سلطانه وريادته للحزب اذا بقي هكذا بالداخل لا حول له ولا قوة غير قادر على السيطرة على حزبه بالخارج وهو بالتاكيد امر يزعج جدا رجلا في مقام صادق المهدي وهو في اعتقادي انه صاحب الرقم القياسي العالمي في عدد سنوات رئاسة حزب بشكل مستمر لوحده حيث تقريبا في اعتقادي انه لا زال وحده الرئيس الاطول مدة في رئاسة حزبه في العالم هذه الايام وهو رئيس لاكثر من42 عاما وهي فترة اطول من كل عمر جده البطل الامام المهدي والذي حين فتح الخرطوم والى ان توفي كان عمره 41 عاما..ففي كل هذه المدة المهولة لم ينجز الامام الحفيد لحزبه غير اضغاث افكار وشعارات واخيرا هذا الانتحار اوالسقوط البئيس في خاتمة العمر ولم يحرر نفسه بعد من طغيان الذات بينما جده المهدي البطل الى ان مات كان عمره واحدا واربعين عاما قد انجز في اربعة اعوام منها فقط تحرير كل السودان وهو زمن قياسي ايضا في تحرير الاوطان!
فرجل بهذه ( البارانويا) لن يرتاح لاوضاع تصاغ خارج سلطانه بالخارج وهو امر يهدد انانياته وطموحاته فحتما تحفز فيه مثل هذه الاوضاع هاجس الهجرة باي ثمن لايقاف هذا الطوفان وهو غير ابه للنتيجة حتى لو يكون مؤداها اضاعة كل الوطن وبالتالي تضييع كل اماني وطموحات الامة.. حيث تبدو الاولوية عند الامام هي مصالحه وتطلعاته الذاتية و ليس بالطبع منها مبدأ استعادة الديموقراطية ولا محاسبة الخونة ولا رد اعتبار للمظاليم ودم الشهداء ونضالات الابطال المعذبين والمشردين...لان السيد الامام مصالحه واهتماماته لها الاولوية فوق اماني العباد وهكذا يتصرف الى اليوم بهذه العقلية التي استغلها فيه الاوغاد وقد دفعوه للهجرة محفزين فيه هذه الحالة النفسية السالبة وهي ادمان الوله والعشق للسلطة والزعامة عبر مسرحية( تهتدون) لتنفيذ هذا المخطط الذكي الخبيث... وخرج الامام ورهطه الميمون في هجرة الشرق( للجهاد) حاسبا انه فعل المستحيل بل الكرامات مستخيرا ربه لهذه الهجرة المقدسة من غير ان يعلم انها كانت هجرة تحت وصاية الاباليس و هم اصحاب المخطط الشرير اخرجوه عبر منطقة متوترة تشهد معارك وسجالات يومية بين جيش العصابة وقوات المعارضة وبين ارتريا والسودان اي منطقة ملغومة ولكنها تحت اعينهم ورعايتهم وقد تمت العملية ( تهتدون) من خلال هذا الحقل الملتهب لتخلق هالة قداسة بل كرامة من كرامات وبطولات الامام وهو الجسور مخترق الحرائق وقد ايده الله واغشاهم وهم لا يبصرون ولا يدرى الامام انه وحده الذي خرج من غير بصر وبصيرة ولا يرى خساسة الاباليس.. وكان يا ما كان بعد كل هذه الكرامات والبطولات فقد نفذ السيد الامام في اقل من ثلاثة اعوام كل ما كان يتوق اليه الاوغاد كناتج ل( تهتدون) وبعدها توقعوا ما يثير حفيظة الامام المهاجر الى السلطة والزعامة والاضواء ومضخمات الكلام حيث يعلمون انه لن تاتي رياح ( تهتدون) بما تشتهي سفن الامام وهي حالة اوصلت السيد الامام الى مرحلة الغضب المقدس وقد قبض في رحلته غير المقدسة مجرد رياح اماني واضغاث احلام بسببها قصم الامام الغاضب ظهر تجمع البلاد واثار مع الحركة الشعبية الخلافات والاحقاد.. و بعد ذلك امعانا في اغاظة الاخرين قابل الامام في (جنيف) سرا من غير علم حزبه صهره العراب الترابي ويبدو اطلعه في تلكم الحالة على سير الامور في ذات المخطط الخراب الذي رسمه العراب.. و ايضا من ضمن سوء تقديراته خلال هذه الحالة نصب الامام حسبما يريد ويخطط الاوغاد ابنه عبد الرحمن ( اميرا) على معسكر جيش الامة بعد ان طرد واحدا من القادة المدربين وهو واحد من اميز الكفاءات بالجيش السوداني....وتتويجا لغضبته العارمة بعد ( جنيف) قرر الامام الغاضب امعانا في اغاظة من احبط فيهم وقد ضنوا عليه بزعامة معارضة البلاد فقد جر الامام الغاضب كل حزبه الى داخل البلاد عبر سفنه المتجهة الى بلاد ( بنط) وفيها انجز ثنائية (جيبوتي) مع اعداء الشعب وقد حقق سبقا تخاذليا حيث كان وحده اول من فتح نفاج المساومات الثنائية للاخرين اللاحقين من المهرولين ولم يحقق باتفاقية ( بلاد بنط) بنطا واحدامن الانجازات لصالح شعب البلاد كرئيس وزراء مطرود وهو المطالب قبل الاخرين بالصمود والثبات الى ان يستعيد السلطة المغصوبة لاهلها لانه كان دستوريا مستأمنا على السلطة الشرعية للبلاد ففرط فيها ولذا حتى لو سقط كل قادة البلاد عليه ان يثبت ويصمد هو شخصيا مقاتلا شرسا لرد الاعتبار لكرامته وايضا لشرعيته المغصوبة ويعيد الامانة الى اهلها كما يفعل معظم القادة الكبار في الدنيا عبر التاريخ وهم يضحون من اجل المباديء ومن اجل شعوبهم ولكن رئيس وزرائنا الشرعي ارتمى قبل الاخرين رسميا في احضان اعدائه اهل الحكم والفساد فاتحا الطريق لثنائيات لاحقة عقد ها الاوغاد بارتياح مع بقية اعضاء المعارضة على هدى ثنائية ( جيبوتي) التي دشنها رئيس وزرائنا المخلوع و فتحت الطريق للاختراق الحقيقي الى بقية المفرطين وقد تم شراؤهم بابخس الاثمان واليوم هم رعايا داجنات في زريبة( الانقاذ) وقد صمتوا صمت القبور وبلعوا كل الشعارات والرغاءات والثغاءات التي كانت تنادي باقتلاع النظام من الجذور وفي الحقيقة تم اقتلاعهم هم من الجذور!
نعم لقد نفذ السيد الامام بكل حسن نية عبر حبكة ( تهتدون) من غير ان يعي اجندة الاوغاد وقد نجح ان يكون حصان طروادة الذي تسلل من داخله الاعداء لضرب المعارضة... وايضا تم بعد هذه المهمة تجيير وتلميع وصنفرة ابنه ( الامير) عبد الرحمن وتهيئته بل شحنه بجرعات يقمن صلبه لاجل الزعامة والامامة القادمة لكيان الانصار وحزبهم الكبير حيث صار امرا سهلا و محتوما بالشكل التقليدي في حزب تقليدي وراثي تحكمه سلطة الفرد حيث صاحبها مقدور التاثير عليه لانه فرد غير خاضع لمؤسسات تراقبه
وتشاوره وتحاسبه و تقيله ومن هنا كان الا ختراق سهلا لسرقة حزب الامة وكيان الانصار طالما ظل اسما حزبا غير ملتزم بتعريف مضامين كونه حزبا حيث للحزب بالمفهوم العصرى مؤسساته الديموقراطية للمراجعة والمتابعة والمحاسبة والمشاورة ولكنه للاسف مجرد كيان شانه شان معظم ربما كل الاحزاب السودانية وهي لا تحمل اي مضامين لمفهوم الحزب الحديث الا مجرد اسم خاو من اية محتويات تعبر عن مؤسسية وشفافية وهي كيانات جلها تحت تاثير سطوة فردية والفرد طالما هو انسان بالتاكيد له نواقصه وعيوبه ومسالبه ومنها ينفذ الاعداء الى شخصه والتاثير بل السيطرة عليه واحتواءه عبر ابتزازات ومرغبات ورشاوى وربما تهديد بالقتل مثلما يسهل اختراق و السيطرة على بعض الانظمة الشمولية القائمة على حكم الفرد لانها انظمة سهل السيطرة عليها من خلال التاثير بالوصاية والترغيب والترهيب والابتزاز على ارادة وقرارات حكامها الافراد حيث الحاكم هو ذات الفرد الانسان بنواقصه وعيوبه وغير الخاضع لمرجعية مؤسسات دستورية حرة مستقلة ترفده بتوصياتها ونصائحها ومشورتها بل تراجعه وتراقبه وتحاسبه واذا دعى الامر تقيله من منصبه ولذلك ترتمي كثير من الانظمة الشمولية رغم جبروتها وقوتها في احضان دول عظمى وتوصم بالعمالة والتبعية من خلال التاثير على حكامها الافراد وايضا هذه الانظمة رغم جبروتها هشة لا تصمد امام اي ثورات شعبية لانها تعبر عن مصالح الفرد وبطانته وهي بالتالي معزولة عن الجماهير ومحتمية فقط بسلاح حراسها وزبانيتها وبعض المرتزقة الذين تستخدمهم عند اللزوم لحراستها..ولذلك يظل امر الاختراق لحزب الامة سهلا طالما هو حزب محكوم بارادة فرد هو الامام والرئيس والزعيم الابدي وهو رغم تظاهره باعتناقه النظرى بالديموقراطية والمؤسسية و الشفافية ولكنه في داخله يرفضها بشدة لان المؤسسية والاحتكام الى مرجعياتها تحجم حركته وتطلعاته الفردية الانانية من خلال اجهزتها الرقابية والمحاسبية الحرة والمستقلة.. ولذلك رسم الاعداء المخططون لسرقة الحزب والكيان على افتراض بقاء الحزب في هذه الحالة السالبة والمتخلفة التى حتما ستهيء لهم الفرصة التاريخية حتى تؤول بشكل سلس الزعامة والخلافة للابن الاكبر( الامير) والذي حباه الله بسطة في الجسم وهي وحدها تكفي فقط للتمكين وقيادة القطيع... وقد هياوا له في سبيل هذا المخطط الجهنمي كل الظروف ونظفوا له كل الطرقات ليشق طريقه الى الخلافة بسهولة بعد ان اقصوا منها بخبث ودهاء مستحقها بعد الامام الصادق من بيت المهدي بن عمه مبارك المهدي والذي كان الرجل الثاني المرشح الاقوى لخلافة الامام الصادق في بيت المهدي وكان يمكن ان تؤول اليه الزعامة بعد الامام الصادق بحكم الاقدمية والخبرات والعمر والانتساب الى ذات الاسرة( المقدسة) ولذلك رصدته منذ زمن العصابة و حاولت ونجحت في اختراقه و ان تقترب منه اكثر عبر المصاهرة ايضا اي عبر (عديله) وصديقه المتنفذ ( غازي العتباني) وغازلوه كثيرا واستجاب(مبارك) بحسن نية لذلك الغزل الاثيم وهم كلهم عشم ان يكون حليفهم الاول داخل الحزب الكبير بل امام المستقبل ورئيس حزب الامة القادم ولكن يبدو انهم اخيرا اكتشفوا صيدا اسهل منه واقل تكلفة ويمكن ان يضمنوا ولاءه الدائم والسهل مستقبلا طالما واقع في حبائلهم وصاحب قدرات متواضعة تسهل عليهم تطويعه وعجنه لصالح مخططهم الاثيم ولذلك عدلوا عن فكرة ( مبارك) بل استعجلوا اقصاءه ليفسح الطريق امام بديلهم الجديد (الامير) رغم علاقات وتاريخ ( مبارك) الماضي بالجبهة الحاكمة وقد كانت مثار انتقادات الاخرين له في السابق وحتى اليوم.. ورغما عن ذلك بدم بارد ( باعوه) بل باشرت العصابة بسرعة على اقصائه من مسرح الزعامة المستقبلية كحليف استراتيجي لها لانه ايضا غير مامون الجانب وصاحب قدرات وخبرات وعلاقات محلية ودولية قد تحول دون سيطرتهم عليه بالكامل ولذلك قرروا انتزاعه من داخل حزب الامة ليفسح الطريق امام حصانهم الرابح (الامير) من خلال تقديم طعم ثمين اليه من خلال خبثاء العصابة ومن اعز اصدقائه فيها وهم بحكم احتكاكهم به قد خبروه قلبا وقالبا و قد خبروا ايضا بحكم علاقتهم به كل خلجاته وطرق تفكيره ونفسيته و دفعوه دفعا مبرمجا نحو الهاوية ليقبل اتفاقا كان هو الطعم القاتل حيث في اعتقادي انه تم مع العصبة الحاكمة وبموجبه ان يشق الحزب الى حزبين ويقيم حزبه وفي المقابل ان يدعم الاوغاد هذا الحزب الجديد ليرث ( مبارك) مستقبلا قاعدة الحزب الاكبر وايضا طائفة الانصار وللاسف اكل (المبارك) الطعم القاتل حين استجاب لهذا المخطط المجرم وشق الحزب الى حزبين واهدى مجموعة معتبرة من قيادات الحزب المنشقة معه بالمجان الى العصابة وبذلك قد اوقع الاوغاد بينه وبين ابن عمه الامام الصادق قطيعة تاريخية لافكاك منها وقد صار من المستحيلات بعد تلكم الحادثة القاصمة والحاسمة عودته للحزب وهو ما اراده الخبثاء اي الايقاع بين الاخوين وايضا ما ارادته موازنات داخل اسرة ال المهدي تسعى لاحتكار زعامة الطائفة والحزب في بيت الامام الصادق فقط وفي البيت في شق اخر منه!!.. وقد حصل ما حصل من محاولات لرتق الفتق في حزب الامة بين الاخوين و رغم جوديات ووساطات كل الحادبين للمصالحة بين الاخوين من كبار الحزب وطائفة الانصار لكنها محاولات باءت بالفشل لان الوقيعة كانت كبيرة بين الاخوين وقد حسم هذا الجدل اخير عندما صرح (الامام) المشحون غلا وغضبا قاطعا باستحالة عودة من اسماهم (الخونة) اي يعني مبارك واصحابه للحزب وهي اجابة نهائية قاطعة اكدها بحرقة الامام وهو ايضا لا يعي انه بتصريحه هذا ايضا ينفذ كل الخطوات لصالح اهل الاجندة الحقيقيين الذي استهدفوا اصلا هذا الواقع المطلوب في تشظية الحزب الكبير واضعافه وايضا لتنظيف الطريق امام( الامير) عبد الرحمن وقد ازاحوا له اليوم عمه مبارك المهدي عبر هذه الحبكة القاتلة ليضمنوا وراثة ( الامير) للحزب مع الطائفة مستقبلا في حال وفاة ابيه الامام..اما على صعيد بيت الامام الداخلي فأيضا هنالك ظروف موضوعية تخدم احقية عبد الرحمن بالامامة والزعامة دون اخوته واخواته فعبد الرحمن نعم هو الابن الاكبر في الاولاد ولكنه ليس الاذكى والاكثر فاعلية واهلية للقيادة فالاختان مريم ورباح اكثر رجاحة عقل وتاهيلا علميا وثقافة واطلاعا من اخيهن( الامير)... ولكن يستحيل ان تقبل التقاليد ان تؤول زعامة اكبر حزب تقليدي طائفي في البلاد الى امرأة مهما كانت رجاحة عقلها وانتسابها الى ابيها الامام وهذه حيثية بالتاكيد في صالح صاحبنا(الامير) رغم محاولات الامام هذه الايام لتلميع كريمته السيدة الدكتورة مريم الصادق لتكون (بناظير بوتو) اخرى لتمسك بمقاليد السياسة في الحزب مستقبلا واما الامامة فقط لاخيها( الامير)عبد الرحمن لانه غير مؤهل لقيادة حزب يعج بالمتعلمين والمثقفين المؤهلين الذين حتما في سرهم سيرفضون زعامة عبد الرحمن ولكنهم كامر واقع سيقبلونه بادب واحترام لانه ابن وسليل بيت الامام .. وسيرفضون اخته مريم رغم تاهيلها وقدراتها لانها انثى ( ناقصة عقل ودين) وهو امر مستحيل في كيان تقليدي ككيان حزب الامة لا يحتمل ان تؤول الزعامة للنساء..واما اخوته فكلهم اصغر منه سنا ومنهم واحد فقط من هو في اعتقادي اكثر علما و كفاءة ورجاحة عقل واهتماما بالشان العام والسياسة ووحده المؤهل في اعتقادي من يصلح لخلافة ابيه الامام اذا كانت الخلافة امرا واقعا محصورا في بيت الامام لا يقبل التبديل واذا كان هنالك تقييم موضوعي وعادل لاختيار الامام القادم والافضل في اعتقادي هو الاخ غير الشقيق لعبد الرحمن المهندس صديق الصادق والذي قابلته وتعرفت عليه كثيرا عن قرب في فترة سابقة خارج السودان حين كان طالبا بليبيا ولكن يبدو انه بفعل فاعل ايضا قد تم ابعاده عن مسرح السياسة رغم اهتماماته بها وللاسف تم تدجينه وحصر دوره فقط في امور معاشية تخص بيت الامام وهو يدير بعضا من املاكهم وليس له باع ابدا هذه الايام في السياسة ويقوم في الغالب باداء واجب التهاني والتعازي عند اللزوم نيابة عن اسرة ابيه الامام .. وهذا وحده النشاط الذي يبدو مسموحا له في داخل مملكة السيد الامام ليخلي الجو امام اخيه ( الامير) حبيب اعداء الشعب والذي لن يستبدلوه باحد حتى لو كان اخا له لان الامير وحده من يعقدون عليه امالهم لتحقيق مراميهم الخبيثة في الاستحواذ على الحزب والطائفة وذلك لسهولة ترويضه بسبب انخفاض وعيه وقدراته الفكرية والسياسية وهو امر يجعلني مندهشا لهذا الواقع الغيبي المريب الذي يحرك الامور لصالح اجندة الاوغاد.. وبالفعل ستكون الطامة الكبرى بالنسبة للانصار اذا قدر الله ان يكون مصير حزب الامة والطائفة ذات يوم تحت تصرف( الامير) لانه سيصير حزبا ألعوبة في ايدى مروضي ذات الامير ولكن سرعان ما تذهب الدهشة عندما اتذكر ان العراب الترابي لا زال متوهطا بذات النسب والمصاهرة الشرعية في قلب بيت الامام وهو يعرف ابناءه وبناته كابنائه وبناته و ايضا ملم بكل (جخانين) اسرة ال المهدي بما فيهم بالطبع صاحبه الامام.. وبالتاكيد تنشط في داخلي هواجس نظرية المؤامرة لان العراب الترابي في اعتقادي هو مؤامرة تمشي على رجليها وبالتالي لا اشك انه محرك كل هذه الخيوط وهوافضل من انتهز هذه العلاقة الحلال اي المصاهرة لال المهدي واستخدمها لصالح اجندته الشيطانية ضاربا بعرض الحائط كل القيم والاخلاق مؤسسا مذهب ( الترابية) وهو في اعتقادي هي حالة ما بعد( الميكافيللية!!
والذي اتعجب له اكثرولا اجد له تبريرا او تفسيرا مقنعا لي حتى هذه اللحظة حين انظر الى العلاقة الغريبة والمريبة بين (الامام) الصادق وصهره الترابي فرغم كل حالات التامر والغدر والاهانات والاحتقار الذي مارسه الترابي في حق صهره المهدي وهي امور تهدم اية اصرة او وشيجة بين اثنين صديقين او شقيقين اذا قيمنا الامر تقييما موضوعيا... والترابي في اعتقادي يعني ما يفعل ولا اعتقد انه يحمل احتراما وتقديرا لاي من القيادات السياية وبالذات صهره المهدي بالدليل حتى اللحظة لم يعتذر الترابي عن مؤامرته التي بسببها اطاح بالنظام الديموقراطي وبرئيسه اي صهره المهدي وقد اهانه واعتقله بل قتل الالاف وشرد الملايين من هذا الشعب و بلا استحياء ولا ندامة ولا اعتذار هاهو بكل وقاحة وبجاحة يطرح من نفسه معارضة ضد ابنائه وايضا في معارضته يحاول منافسا من اقصاهم بالغدر وهو يحاول ان يحتكر ايضا منهم المعارضة مثلما احتكر منهم السلطة وقد نجح بالفعل وفي المقابل اجد احتراما حد الانكسار من جانب السيد الامام لصهره الغدار والحقار ولم اسمع ابدا خطابا للامام الصادق او تصريحا ذكر فيه ذات يوم بشكل مباشر بالاسم مؤنبا او موبخا اومتهما بالاجرام والفساد صهره العراب المجرم الترابي رغم مسئوليته المباشرة عن الانقلاب وما فعله به بلا استحياء وبدم بارد من غدر لئيم حين تامر وانقلب عليه الترابي اخذا منه السلطة الشرعيه وقد اهانه امام شعبه وجماهيره مطاردا ومعتقلا اياه وربما كان سيتسبب في مقتله لو لا تدخل العنايةالالهية.. ناسيا هذا الترابي ان صهره الامام ظل صديقه من قبل المصاهرة المشئومة وحليفه الوحيد فيها رغم اعتراض المعترضين من ال البيت و هو ايضا حليفه منذ زمن جبهة الميثاق... والجبهة الوطنية وهو اي (الامام) بكل عفوية هو الذي اعاد صهره الترابي في الديموقراطية الثالثة بعد ان تم سحقه انتخابيا بواسطة كل القوى السياسيةامام العالم اعاده تحت ما يسمى بحكومة الوفاق الوطني وزيرا للعدل وادخل (الجبهة) المهزومة طرفا في تلكم الحكومة.... ولم يشطب الامام ( قوانين سبتمبر) التي هي من بنات افكار صهره العراب الترابي من بعد ان وعد بشطبها وقد ملأ الدنيا تبخيسا لها بانها لا تسوى ثمن المداد الذي كتبت به ولم يستطع ان يشطب بنطا منها.... وظل ذات الامام في فترة ما بعد انقلاب يونيو المشؤوم على اتصال مستمرمع مذله ومهينه والمطيح به صهره الترابي في الخرطوم وايضا بلا استحياء التقاه سرا في
( جنيف) للتشاور حول مستقبل وطن هو سارقه ومخربه ومشرد اهله.. وايضا ذهب الامام الى السجن بكل اخلاقية (ود البلد) لاستقبال سهر العراب الترابي ليخلق من مناضلا بعد مسرحية انقلاب( حاج ادم) وهو يحضن بحرارة صهره الممثل الترابي امام السجن ويذهبان معا الى البيت بل الانكى جدا والمحزن قدم سعادة الامام بكل اريحية صهره الترابي وحزبه( المؤتمر الشعبي) للشعب السوداني معارضا حليفا للقوى السياسية المعارضة لاستعادة الديموقراطية التي سرقها العراب وابناؤه وقد قبله الطيبون الساذجون من اخوة النضال ارضاء لخاطر سعادة الامام ناسين ان الترابي هو المجرم الاول بل مقوض الديموقراطيةومخرب السودان!
وبالفعل صار الترابي معارضا شرعيا بهذه الرخصة والبراءة من صهره الامام في مقابل انكسارنا وغيبوبتنا وعدم مسئوليتنا بل ربما صارالمعارض الاول في البلاد بينما صهره رئيس وزرائنا المطرود والمستحق لقب المعارض الاول اخلاقيا وشرعيا ووطنيا هاهو بلا استحياء دخل اخيرا والتحق بزريبة النظام ولم يستعد لنا امانتنا التي ائتمناه عليها والتحق ببقية المهرولين والمندرشين توابع لابناء العراب وهم يحتكرون الحكم والعراب يحتكر المعارضة!!
نعم لقد افلح الاوغاد اليوم في تحقيق اختراق جل القوى الوطنية الاساسية وسوقها طائعة الى زريبة ( الانقاذ) بقيادة الماكر جداعرابهم الترابي والذي لا يدانيني ادنى شك في انه لا زال يتقن تمثيليته البارعة في ايهام السذج الطيبين وهم يصدقون انه في مفاصلة ابدية حقيقية بينه وبين (اولاده) وانه معارض شرس لهم وهي في اعتقادي اليقيني انها لا زالت تمثيلية لملة حرفتها الكذب والخداع والمواربة قد اتت اكلها اليوم ومن خلالها حقق العراب لنفسه قبولا وطنيا انتزعه بخبثه ليبدو اليوم بيننا كمعارض وطني كبير يحق له ان يتبوا مكانه بين المعارضين بعد ان كان مصنفا مجرما خائنا مارقا بسبب انقلابه على الديموقراطية وايصال البلاد الى ما هي فيه من كوارث وفواجع . وبالفعل هاهو الشارع السوداني الذي يعيش غيبوبة عظيمة بدا يقبل زعيم الخراب الترابي معارضا وقد قدمه للشارع صهره وصديقه بل (حواره )الامام وباركه بقية المعارضين الطيبين الذين اعتبروا ( المؤتمر الشعبي) اي حزب الخائن الترابي حزبا معارضا متساويا مع احزابهم التي تنادي باستعادة الديموقراطية وقد نجح الاوغاد مؤخرا بعد التوقيع على ما يسمى باتفاق( التراضي) بين حزبهم وحزب الامة وهو امر يفهم منه القاريء الحصيف والعارف بسيرة السيد الامام وتعامله مع الانام ان الاوغاد حازوا من هذا الاتفاق على وعد مضمون بتحالف استراتيجي قادم لخوض الانتخابات مع حزب الامة وطائفة الانصار وهو البذرة الحقيقية والمرشحة لاعادة انتاج جبهة الميثاق الاسلامي القديمة مرة اخرى في 2009 حيث بابها مفتوح لكثيرين ربما في الطريق طالما اتفق وامن الطرفان في ( التراضي) على الثوابت (الدينية) والوطنية وقد ضمن الاشراربهذا الاتفاق المهزلةاحتماء والتصاقا بجذع شجرة طيبة سيلتصقون بل سيتغذون عليها مثل الطفيليات المتسلقة لعبور عقبة الانتخابات القادمةعلى اكتاف قاعدة الانصار الطيبة وحزبها المسروق وعلى اكتاف اخرين مدجنين على ذات الطريق وحينها سيضمنون لهم موطا قدم في كرسي الديموقراطية القادمة بالاضافة الى ما غنموه من مقدرات الوطن في عشرين عاما فائتة وهي لوحدها تضمن لهم وجودهم المؤثر والمهدد في كل حكومات السودان القادمة طالما الوطن صار امره في ايدى بشر يعيشون الغيبوبة وانعدام المسئولية في ابشع صورها ولا حسيب ولا رقيب الا الله.. وايضا ضمنوا بهذا الاختراق اي الفتح العظيم الاستحواذ على مطلق الحزب والطائفة مستقبلا بعد ان رسموا وخططوا لخلافة صنيعتهم وربيبهم ( الامير) المؤتمر بامرهم مستقبلاعبد الرحمن الصادق ليكون خليفة لابيه الامام اذا ظلت الاوضاع في الحزب الكبير تسير بذات الاتجاه التقليدي في ادارة الامور بعقلية الراعي والقطيع وهو نهج يشتهيه الاوغاد وقد سعوا اليه بجد واهتمام و اليوم قد نجحوا بسبب هذا الاختراق في ابتزاز سعادة حليفهم المضطر (الامام) بسبب هذه العلاقة الاثمة التي خلقوها مع نجله (الامير) والذي اصطادوه بكل المرغبات والمشهيات كهدف مستقبلي بعد ان اقتنعوا باستحالة صيد الامام المعتصم زورا بفكرة مؤتمره الجامع ولكن يبدو انهم اثناء قنصهم للاميرومن غيرما يشعرون وهم يصيدون ارنبا فجأة وجدوا مصادفة في ذات الطريق فيلا فاصبحت هنالك امكانية ان يصطادوا (فيلا) وكان الفيل للاسف هو سعادة (الامام) الذي جلبه الي فخاخهم ابنه ( الامير)ولذلك اسرعوا غير مصدقين في( كلفتة) الامور مع صيدهم الجديد واشتغلوا فى ناحية الامام الذي وقع في حبالهم مصادفة صيدا سهلا وابتزوه يبدو بسبب علاقتهم بابنه الامير حتى اوصلوه في اشنع لحظات الاستلاب والتدجين والخضوع الى حالة من ( يطبز) عينه باصبعه بل من يحفر قبره بيده وقد تبدى ذلك الهوان حين انبرى لوحده (الامام ) في يوم غزوة (خليل) لام درمان صادما و مستفزا الجميع حتى اهل بيته وهو يقف امام وسائل الاعلام الرسمية للنظام بكامل وعيه وفي توقيت قاتل جدا قبل ان يخرج ويصرح اي من ولاة امر الدولة اللابدين في جحورهم وبكل اريحية تبرع السيد الامام بتصريحه المتسرع القاتل وهو يدين بشدة العملية البطولية.. وقد تقمصت السيد الامام حالة عجيبة حسبت حينها انه رئيس النظام الحالي وهو يدين بشدة عملية اقتحام ام درمان من قبل ثوار دارفور ناسيا سعادة الامام انه قد فعلها من قبل في يوليو 1976منطلقا من ارض اجنبية بينما انطلق هؤلاء من اراضي سودانية محررة بايديهم في داخل السودان ..ناسيا ان هؤلاء الاتين من دارفورهم محط ثقل حزبه وطائفته الرئيسي بل حصانه الرابح في كل معارك الانتخابات خلال الديموقراطيات السابقة وايضا هؤلاء المقاتلون هم ابناء طائفته وحزبه بل بنو جلدته واحفاد جدته امنا السيدة المرحومة( مقبولة) و هي بمصطلحات اليوم العنصرية جدا مهمشة (غرابية) وهي حفيدة سلاطين الغرب واهلها الابطال هم من ناصروا جده البطل المهدي ليدخل معهم وبهم ذات( البقعة) الطاهرة فاتحين منتصرين محققين اول استقلال لهذا الوطن منذ اكثر من مائة وعشرين عاما بعد دك فلول المحتلين الاجانب وهاهم احفادهم الاشاوس بغض النظر عن تاريخ (خليل) الذي ندينه فيه ولكن تبقى العبرة بالخواتيم فهو اليوم اشرف منا جميعا نحن المجعجعين وهو يكفر عن ماضيه البغيض بالفعل وليس بالشعارات منحاز بدمه وروحه وماله لاهله المستضعفين المشردين والمقتولين والمحروقين في دارفور مثل رفيقة الشهيد بولاد و قد فارقا ملة الاوغاد بلا رجعة و(خليل) اليوم اشرف من كل المعارضين المنهزمين وهم اذلاء مدجنون في معية حكومة وبرلمان (الانقاذ) لاحول لهم ولاقوة اشتروهم بالمال والمناصب ولم يغيروا شيئا في واقع الحياة بل مزيدا من الخنوع والركوع ..فخليل البطل وحده من حمل السلاح في وجوههم في منتصف النهار في عقر دار السلطة وفضح وهن الدولة البوليسية ( الهراشة) وقلة حيلتها ووهن رجالاتها وجبن حكامها... وكذب من قال ان خليل تابع للمؤتمر الشعبي بامرة العراب الترابي لان الترابي وزبانيته لا زالوا هم من يديرون الاوضاع والمؤامرات في كل السودان ولن يستطيع الترابي ان يرفع السلاح في وجه ابنائه وساذج من ظن انهم على خلاف بين( الشعبي والوطني) بل لا زال هذا الامر مجرد حبكة وتوزيع للبيض في عدة سلال لتأمين الاخطبوط من شر الاعداء وسيلتقون حينها عند اللزوم وبالتاكيد يوم الانتخابات وبمعيتهم السيد الامام وطلائع جبهة الميثاق الاسلامي الجديدة موديل 2009!!
واما ابطال موقعة ام درمان مهما اختلفنا معهم حول ماضيهم لا يهم فهم اشرف منا جميعا فالعبرة بخواتيمهم النضالية التي دللت على انهم احرار ينطلقون من قيم انسانية واخلاقية للزود والدفاع عن اهلهم وذويهم المشردين والمجوعين والمقتولين والمغتصبين وليسوا ابواقا للترابي القابع في
( منشيته) وهو سبب كل هذه الكوارث والفواجع وقد اعادوا التاريخ مرة اخرى كما فعل اسلافهم محررو السودان من قوات الاحتلال فقد دخلوا( البقعة) ثارا لاهلهم البؤساء في معسكرات الجوع والتشرد والقتل والحرق والنهب والاغتصاب في دارفور التعيسة وهم تحصدهم طائرات الاوغاد المنطلقة من ذات ( البقعة) التي صارت عدوتهم ومنها تنطلق الاوامر لحرقهم وقتلهم وهي(البقعة) التي تضم رفاة محرر السودان الامام المهدي وتحت امرته كان اجدادهم الشهداء الشرفاء وقد دخلوها لدك معاقل الطغاة المحليين وكلاء الهوس العالمي حيث هم وحدهم القتلة والسراق و المنهزمون من يعرضون الوطن اليوم للاحتلال والخراب وبسببهم صارت البلاد تحت وصاية قوات دولية لاول مرة لفض النزاع بين جيش حكومي رسمي في مواجهة مواطنيه العزل الابرياء فبدلا من ان يحميهم صار اداة لقتلهم لحماية مجرمين وفاسدين في السلطة!! ولكن مهزلة المهازل و للاسف كان اول من ادانهم قبل كلاب السلطة هو حفيد الامام المهدي امامهم وقريبهم عقيدة ولحما ودما وتاريخا وماضيا وبذلكم التهور والتسرع فقد خسر حزب الامة اليوم دارفور الى ابد الابدين بهذا الموقف غير المسئول من سعادة السيد الامام وهو يقامر بل يغامر بمصير حزبه ومستقبله وفق تقديرا ت وحسابات لا يقدم عليها حتى من هو عديم خبرة بالسياسة!
نعم حزب الامة وكيان الانصار اليوم في ورطة كبرى بسبب هذا التصرف الارعن من قيادته التاريخية و الذي هو تصرف انتحاري لم يضع في الحسبان احترام راى قواعد الحزب من مناهضي هذا النظام الفاشي وهم كثر من الشرفاء اصحاب المواقف الوطنية الناصعة حيث لم يحترم ( السيد) نضالاتهم ولا عذاباتهم ولا تضحيات شعبهم ودماء شهدائه لان سعادة السيد الامام متصالح كعادته مع نفسه وافكاره ونرجسياته لم يتغير ابدا بل ظل كما هو المتصرف دوما في حزبه بعقلية الشركة الخاصة وبقية اعضاء الحزب مجرد موظفين وهذا في افضل حالات الحزب اما الوضع الطبيعي السائد انه يتصرف مع عضويته بعقلية الراعي والقطيع حيث لا مجال للاعتراض على قرارات الراعي المقدس والا ستحل بالعضو اللعنات والشرور لمجرد التأـفف من تصرفات السيد الامام!!
و بعد هذه المهزلة المهينة لكرامة وادمية عضوية حزب لازالت تطمح في نظام ديموقراطي تبشر به الاخرين وهي تحسب انها تنتمي الى مؤسسة ديموقراطية حقة بينما في واقعها الحزبي الداخلي تعيش هذه العضوية الطيبة اقسى حالات الدكتاتورية والتهميش داخل حزبها من قبل قيادتها والدليل هذا الواقع التراجيدى الذي وصل اليه الحزب بتصرفات قيادته في غياب اراداتهم ولذلك هؤلاء اليوم في محك حقيقي اما ان يستمروا في حزب يعبر عن افكارهم وتطلعاتهم ليبقى محترما مقدسا طالما ظل محترما هذه المباديء او يرفضونه لانه ما عاد مقدسا وهو لا يعبر عنها ...ولذلك ان صمت هؤلاء الطيبين المغيبين و( المهمشين) من عضوية حزب الامة حيال هذه الازمة التي يتعرض اليها حزبهم في غياب اراداتهم لن يعفيهم عن اتهام الاخرين لهم بقبول خط حزبهم الانهزامي المتحالف مع اعداء شعبهم و اتهامهم بالتقاعس عن الدفاع عن حرية وكرامة شعبهم ما لم يرفضوا هذا الخط الانهزامي علانية وهم مطالبون اخلاقيا ووطنيا تحديد وجهتهم وموقفهم بكل وضوح من هذا الموقف الانهزامي بل الخياني لحزبهم وهو يتحالف مع اعداء شعبنا وعليهم ان يموقفوا انفسهم باي ثمن في حزب ما عاد مقدسا و ما عاد يعبر عن تطلعاتهم وامانيهم الوطنية ولا عادت القيادة تحترم ادميتهم ولا كرامتهم حين تتجاوزهم بهذا السلوك الاستعلائي البغيض المجافي لابسط قواعد الديموقراطية والمؤسسية!
فالسيد الصادق المهدي لا ينبغي ان يساوى نفسه مع اخرين من قيادات سياسية ذهبوا في معية النظام وهو يجد في سقوطهم مبررا ليخوض مزايدا معهم في ذات الطريق وهو للاسف سباق نحو الحضيض للتقرب زلفى من العصابة فالصادق هو اخر رئيس وزراء شرعي فهو المسئول الاول عن سقوط الديموقراطية لانه كان اخررئيس وزراء شرعي ودستوري يسنده حق وتاييد شعبي مقدس اطيح به ظلما و لذلك فهو مطالب بالثبات والصمود في موقفه الرافض هذه العصبة كاخر رئيس وزراء شرعي استأمنه الشعب مفوضا اياه لحماية السلطة الشرعية ولذلك واجبه الوطني والاخلاقي ان يستعيد شرعيته المغصوبة اي يرد الامانة الى اهلها وبعد ذلك لو اراد ان يتحالف مع الشيطان فهو حر طالما برأ ذمته وقد رد الامانة الى اهلها ولكنه ليس من حقه قبل ان يستعيد ها ان يتحالف مع غاصبي شرعيته و ظالمي وقاتلي ومعذبي ومشردي وناهبي شعبه وسارقي وطنه..فهو اقسى انواع السقوط والانهزام ان تساوم اللص تستجديه فتاتا من حقك بل تطلب وده وتتحالف معه كانك كنت تؤيده في جريمته وحينها يتساوىالمفرط في الحفاظ علي امانته مع غاصبيها بل قد يرقى الاتهام له بانه كان ليلة سرقة السلطة متواطئا مع غاصبيها وبالدليل هاهو اخيرا يتحالف معهم بلا استحياء من غير المطالبة بالقصاص منهم ورد المظالم الى اهلها ولا رد الاعتبار لكرامته بعد ان اهانه من قبل ذات حلفاء اليوم!

واما المؤملون في تغيير ديموقراطي قادم بشكل سلمي ويعتقدون في سهولة الاطاحة بخصمهم عصبة الحكم الحالية عبر تحالفات هزيلة مرحلية وهم مشتتون و فقراء ممزقون مخترقون ولم ينجزوا الديموقراطية في احزابهم ولم يجودوا اداءهم السياسي والتنظيمي وغير مقنعين لجماهيرهم من الاجيال الحديثة المزودة بمعارف وافكار وتجارب جديدة لانهم لا يحملون لها حلولا جاذبة ولا اليات جديدة بل هم ذات اليافطات والقيادات القديمة البائدة وبلا ضمانات سينافسون خصما خبيثا منظما بشكل دقيق قاريء جيد لواقعهم وافكارهم وطرق تحركاتهم و سيدخل المنافسة وقد اعد لها اعدادا جيدا كل ما اوتي من اسباب القوة التي تمكنه من هزيمة اعدائه فرادى او مجتمعين وفي جعبته ما نهبه واستباحه من مقدرات وطن كاملة في عشرين عاما بسطوته الشاملة وهو يحتكر تقريبا كل اجهزة القوات النظامية والاجهزة الامنية والخدمة المدنية والاقتصاد والتجارة وجل وسائط الاعلام الرسمية والخاصة وعلاقات دوليه واقليمية وقوانين وتشريعات تعضد وترسخ مصالحه ولم يحاسبه او يقتص منه احد حتى عشية الانتخابات المزعومة..حتما انهم واهمون بل اغبياء جدا لانهم غير مؤهلين لهذا السباق وحتما سيفوز الاقوياء اصحاب المقدرات وحينها سيشمت فينا العالم لاننا قبلنا السباق حسبما تشتهي سفن الاعداء وسيفوز الاعداء ديموقراطيا وهنا الماساة ان يعتلوا السلطة شرعيا وفي معيتهم للاسف حزب كبير سرقوه واخرون حتما سيلتحقون بذات المسار بثمن بخس و سيضمن بهم الاشرار الفوز القادم طالما بيدهم المال والسلاح والسلطان...وهو امر محزن ان ينجح هؤلاء الاوغاد في اخراج حزب كبير مثل حزب الامة بقاعدته الجماهيرية العريضة خارج الصف الوطني
لصالح اجندة واطماع اعداء الشعب وهو امر محزن في حق كيان وطني تربى اهله في كنف موروثات التحررو الكرامة الوطنية الحقة المستمدة من ارث اسلافهم ثوارالثورة المهدية العظيمة التي انجزت استقلالنا الوطني الحقيقي ونحن ننتزعه بالقوة من المحتلين واعوانهم عبر تضحيات ونضالات قادها اسلاف هؤلاء الطيبين الذين يزج بهم اليوم من غير اراداتهم في هذا الرهان الخاسر القائم على مصالح ذاتية وليست وطنية!
فانه من الجائز ان يسرق اللص عنزا او سيارة او طائرة ا و بنكا ولكن ليس من المعقول ان يسرق حزبا باهله وتاريخه وارثه ومبادئه فى وضح النهار واهله غير قادرين على الاعتراض طالما يرون زعيمهم وامامهم بنفسه مشارك في هذا الواقع المهين وراض بكل هذا الحال المرير وهو امر طبيعي بالنسبة اليه لانه مجرد تفريط فيما هو ادنى فقد تعود الزعيم الامام التفريط من قبل فيما هو اعلى من الحزب اي في الحفاظ على الوطن باهله ومقدراته ومكتسبات شعبه وامانيه وتطلعاته حين سلم السلطة الشرعية وهي امانة الشعب التي فوضه للحفاظ عليها فرط فيها للصوص والقتلة والمفسدين ولم يقاتلهم ولم يطالب بالقصاص منهم ثارا لكرامته ولشعبه بل الانكى هاهو اليوم يتحالف معهم بلا استحياء تحت اسم
( التراضي) ولاول مرة في الدنيا ان يتم تراض ووفاق بين السارق والمسروق منه ولا قصاص ولا مطالبة للسارق بان يرد المسروق لاصحابه حيث ليس المسروق دجاجة ولا عنزة ولابصلة بل وطن بشعبه وتاريخه واماله وكل مقدراته ينهب في منتصف النهار... وللاسف الكل يعرف السارق والمسروق والمسروق منه والسارق للاسف وقح يعترف بسرقته بينما صار اهل الحق يستجدونه بذل وملق واسترخاص لانفسهم يستجدونه ارجاع اي شيء من اشيائهم وهو بكل صلف وبجاحة يتأبى على هذا ويوافق على ذاك ليعطي منهم من يشاء ويذل من يشاء وهم صاغرون خانعون راكعون حامدون شاكرون وبين الجميع يضيع الوطن في هذه التسوية المهينة والتي تمثل صفعة لشعب تكافئه قيادته المنهزمة التى فوضها لحكمه بمثل هكذا سقوط الى الحضيض وهي تتحالف مع اعدائه!
فالوضع الراهن في الوطن خطير جدا حيث تبدو ازاحة حزب كبير نختلف او نتفق معه مثل حزب الامة وهو (ينشل )من صفنا الوطني في هذا الزمن القاتل لصالح اعدائنا حتى لو تم بتفريط من اهله لهي هزيمة كبرى لنا جميعا وليست في حق الانصار وحدهم حيث لا يحتمل الموقف ان نشمت في او نعاتب احدا من بين صفوفنا في هذه اللحظات الحاسمة و التي نحن احوج مانكون فيها لتراص الصفوف ووحدتها استعدادا لدك هذا العدو وجره الى مذابل التاريخ...فالحال الماساوى المحزن الذي ال اليه حزب الامة مرشح ان يقع في جل احزابنا وهي غير مصونة ابدا من مثل هذا الاختراق طالما لا زالت تسير بالية عقلية الفرد الاحد الصمد الذي يقبل المساومة والهرولة بل قبل فتات السلطة مشاركا اعداءنا يستجديهم المشاركة رغم رفض القواعد لهذا الانكسار وهذه المساومات ...اذا فالوضع لا يحتمل الشماتة ولا التخوين والمزايدات لان بقية الاخرين المهرولين ليسوا افضل حالا من حزب الامة بل هم الاسوأ لانهم ايضا متورطون و مدانون بالانهزام والتبعية وخذلان شعبهم طالما ظلوا اليوم في معية ركب المساومات في شراكة العصابة في اجهزتها التنفيذية والتشريعية ومن قبل زايدوا على حزب الامة بالصمود والثبات واقتلاع العصبة من الجذور وفي خواتيم ايامهم هرولوا بل( اندرشوا) وقبلوا بالفتات في مائدة اللئام ويبدو ان النظام هو الذي افلح في اقتلاعهم من الجذور...... ولكن حتى لا نظلم اخرين شرفاء ستظل هنالك استثناءات مضيئة في كل احزابنا وهم شرفاء احرار وطنيون قلوبهم على الوطن والوطن لديهم اولوية اولى قبل احزابهم وهم يرفضون الخضوع والانكسار ولذلك علينا مؤازرتهم ودعمهم في مواجهة قوى التخذيل والانكسار من الانتهازيين في احزابهم والذين رضوا بالانجرار في معية الاشرار اعداء الشعب وعلينا ذلك من خلال حضهم وتحريضهم باقامة المؤسسية والديموقراطية لتاسيس مبدا الشفافية في احزابهم حتى تصل اراءهم جلية قوية الى قياداتهم لتكون رايا عاما ضاغطا داخلها ليوقف هذا الانكسار والانهزام ونضمن مسيرة ديموقراطية قوية باحزاب ديموقراطية تحفظ للنظام الديموقراطي القادم هيبته عندما تنتج بشرا يعرفون قيمة الديموقراطية لانهم تربوا في كنفها وتشربوا قيمها ولذلك هم احرص المدافعين عنها والا فاقد الشيء لا يعطيه.

وختاما واعتقد اعتقادا جازما لا يتزحزح انه لا سبيل للخلاص النهائي والحاسم من هؤلاء الاعداء الا بالثورة الشعبية المدعومة بقوانين الشرعية الثورية ومحاكم التطهير لاقتلاع الطغاة بالقصاص لرد الاعتبار وفاء لدماء الشهداء وعذابات المناضلين والام واهات المشردين في كل بقاع الوطن.. فبالثورة الشعبية وحدها تعود الحقوق لاهلها كاملة غير منقوصة ويعاد السراق واللصوص والقتلة الى احجامهم الحقيقية بالقصاص والمحاكم الوطنية العادلة لاسترداد حقوقنا منهم( على داير المليم) وبعدها لن نقصيهم عن المشاركة السياسية و يحق لهم ان ينازلونا ديموقراطيا بعد ان استعدنا منهم كل حقوقنا المنهوبة واعدناهم الى احجامهم الطبيعية واذا اختارهم الشعب بعد ذلك فهنيئا لهم بذاك النصر فالديموقراطية لنا ولسوانا!
وواجب وطني علينا اليوم وقبل الغد باعادة الحزب هذا المسروق اي (حزب الامة)الى الصف الوطني من حظيرة الاعداء من خلال دعم القوى الحية فيه والرافضة لهذا الخط الخياني لقطع الطريق امام هذه المؤامرة الكبرى لسرقة حزبهم بتاريخه الوطني وتطلعات شبابه الاحرار حتى لا تشجع اخرين واحزابهم قد يغريهم ايضا الاوغاد في اللحظات القاتلة ويصيرون اداة دعم لهم في الانتخابات القادمة اذا ظلت المعركة الانتخابية هي خيارنا الاول والاخير والتي لن نكسبها الا اذا اتحدت جميع القوى الوطنية تحت راية واحدة ومرشحين منها في قائمة واحدة بالتفاهم والتنسيق لاسقاط هؤلاء المجرمين
وهو السبيل الاوحد للتغيير السلمي والذي ينبغي ان يكون بعد الانتصار مستصحبا باليات شرعية للتطهير والقصاص تؤسس بقوانين عادلة نسنها عبر برلماننا الديموقراطي الجديد بأغلبيتنا الساحقة لرد الحقوق لاهلها ورفع المظالم عن المظاليم ومحاسبة كل القتلة واللصوص والفاسدين ومعاونيهم والمتورطين معهم في جرائم القتل والتعذيب ونهب المال العام.. ونحتاج ايضا بقانو ن لانشاء جهاز قومي ديموقراطي يرفد اليات العمل الديموقراطي وهو يعنى بقيم الديموقراطية وحمايتها والتبشير بها وهو يتكون من اعضاء متطوعين من كافة الاحزاب والتنظيمات مهمته الدفاع عن الديموقراطية و التبشير بقيم الديموقراطية و اشاعة و تجويد الاداء الديموقراطي في الحياة العامة من خلال نشرقيم وافكار الديموقراطية في الشارع والمدرسة والبيت ومكان العمل وايضا يعمل داخل مؤسساتنا الحزبية ليرقى ويجود ممارستها الديموقراطية الداخلية وهي تربى اعضاءها بشكل ديموقراطي سليم ليخرجوا الى الحياة العامة مشبعين بقيم الديموقراطية لخلق الانسجام والتوافق الوطني العام بين كل المدارس السياسية المختلفة بعد ازالة كل النشازات التي تعيق هذه المعزوفة الديموقراطية حيث كل الة فيها باختلاف نغمها وشكلها ينبغي ان تتناغم مع النوتة العامة للعملية الديموقراطية لنخرج تجربة متناغمة الالوان والالحان مثل لوحة رائعة او نوتة موسيقية تعجب وتطرب الجميع لتجعلهم اكثر ارتباطا وايمانا بها من ذي قبل وهي ليست كما التجارب السابقة الفاشلة المليئة بالنشازات التي ادت الى سقوط هيبة انظمتنا الديموقراطية السابقة في غياب مثل هذا الكيان ( المايسترو) الذي اقترحه وهو الية مساعدة فقط وليست كيانا فوقيا تعسفيا بل مهمته طوعية من الحادبين على حماية النظام الديموقراطي ونحن نعشم فيه ان يضبط قوميا هذا الايقاع الديموقراطي العام ... ونحتاج بعد النصر ايضا لتشريعات حازمة وصارمة لكسر احتكار اعداء الشعب لمقدرات الدولة التي استباحوها خلال حكمهم الظليم من خلال اعادة تاهيل المؤسسات المدنية والعسكرية والامنية والهيئات القانونية بشكل قومي متوازن يحقق العدالة والمساواة لجميع المواطنين في دولة المواطنة الحرة الديموقراطية وايضا تسن قوانين تعمل على اعادة تاهيل الاقتصاد الوطني بعد تنقيته من الطفيليين من خلال كسر احتكارهم للاقتصاد والتجارة لنضمن نظاما ديموقراطيا مستقرا غير مهدد بالزوال من قبل المتربصين به وهم يستغلون نفوذهم الاقتصادي والتجاري لمارب سياسية تستهدف ضعضعة النظام الديموقراطي المنتصر وبالتالي تشكيك الناس فيه وهو امر حتمي يؤدى الى تهيئة الراي العام بشكل سلبي ضد الديموقراطية وبالتالى يتهيا وضع او فراغ سياسي يبرر ذرائع المتربصين بها لينقضوا عليها ويدعمهم في ذلك احباط الشعب الذي بشكل انطباعي بل ربما يقيني مستندا الى ذاكرته التي تعيده الى زمانات التفريط في الديموقراطية و تعهير شعاراتها وعدم مسئولية اهلها في المحافظة عليها وهم في غيبوبة صراعاتهم القذرة والشرهة لاجل السلطة ما كانت هنالك اولوية لمصلحة الوطن والمواطن وعلى هذه الخلفية التى يراهن عليها المتربصون سيستند المحبطون لرفض هذا الواقع الجديد بل سيفضلون العودة لحقبة الطغيان الظلامى ولو بانقلاب اخر في وضح النهار وهو افضل لهم من اوضاع مجهولة يتحكم فيها متصارعون شرهون على السلطة نسوا اثناء غيبوبتهم في صراعاتاهم وتناحراتهم تنظيف الوطن من الطفيليين الاحتكاريين صناع الازمات عند اللزوم حيث ازمة خبز او سكر او وقود يفتعلها هؤلاء المتربصون بالديموقراطية وهم المحتكرون لمفاصل الاقتصاد والتجارة قطعا ستسقط هذا الوضع الجديد طالما ظلوا بلا حسيب ولا رقيب ولا قصاص !

هشام هباني