الثلاثاء، 22 أبريل 2008

اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل

مكتبة هشام هباني اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
29-09-2007, 09:04 ص المنتدى العام لسودانيز أون لاين دوت كوم
» http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=138&msg=1194930009&rn=0


--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #1
العنوان: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 29-09-2007, 09:04 ص


العالم بستان: اكتوبر1964

أيام تدير الرأس

مهداة إلى هشام هباني (الطالع في المقدر،الضارب في المليان)


محمد المكي إبراهيم

في البدء كانت هنالك كلية غردون التذكارية التي طورها كفاح الخريجين السياسي الى كلية جامعية وقفز بها الاستقلال الى جامعة كاملة ثم اعطاها الاستقلال فرصتها الذهبية لتزيد أعداد منسوبيها وتتحول من جامعة صغيرة لبضع مئات من الطلاب الى جامعة رحبة تضم الألوف.ويعود معظم الفضل في ذلك الى جلاء الجيش البريطاني عن البلاد وأيلولة ثكناته الى الجامعة الوليدة لتحولها الى داخليات لطلابها .ولكنها لم تكتف بالثكنات المو######## عن الاستعمار وانما مضت تقيم المباني الجديدة في الميادين والملاعب والمساحات الخضراء التي التي آلت اليها لتزيد طاقتها الاستيعابية لطلابها المتزايدين.وبحلول عام 1964 كان العدد الأكبر من طلاب الجامعة يقيم في منطقة الثكنات السابقة بينما أخذت مباني غردون التذكارية تتحول الى كليات ومعامل وقاعات للدرس والامتحانات.

في اكتوبر1964 تداعى طلاب الجامعة الى ندوة سياسية قرروا عقدها في منطقة الثكنات السابقة أي في الداخليات التي تأوي القسط الاكبر من طلاب الجامعة وكان في ذلك رسالة غاب فهمها على السلطات الامنية لذلك الزمان فقد كانت الندوة تقام في السكن الرسمي لغالبية طلاب الجامعة أي في الموئل الذي يفزع اليه اولئك الطلاب اذا اصطدموا بالسلطات في شوارع الخرطوم او في الحرم الجامعي حول الكليات .اما اذا اقيمت الندوة في المنطقة التي يسكنها الطلاب فذلك يعني أنه لم يعد لاولئك الطلاب من خيار سوى المقاومة المستميتة دفاعا عن ملاذهم الأخير. وفي ذلك وجه شبه بالقطة الاسطورية التي تلجأ للهجوم متي أغلقت بوجهها الابواب وأظلمت الغرف وهو بالضبط ما حدث في تلك الليلة التاريخية.فعند افتتاح الندوة انطلقت مكبرات الصوت بأيدي قوات الشرطة تطلب من الطلاب فض الندوة والتفرق ولم تفكر الى أين يكون ذلك التفرق فالطلاب في منطفة سكنهم وليس لهم من مأوى ولاسكن سواها وليس لهم من ملاذ غيرها.ورد مدير الندوة طالبا من الحضور التشبث بأماكنهم والاستمرار في الندوة.وعند ذلك انقطع التيار الكهربائي عن المنطقة وانهمرت عليها الغازات المسيلة للدموع .وفي الظلام الذي ساد المكان فقدت قوات الأمن تفوقها النوعي (ميزتها النسبية بلغة الاقتصاديين) وانهالت عليها حجارة الطلاب فلم تعد تعرف ماذا تتقي ومم تروغ وبدلا من الهرب من وجه قوات الأمن وجد الطلاب انفسهم ملتحمين بتلك القوات في صراع رجل لرجلMan to manوحين لجأت الشرطة الى اطلاق الرصاص كان ذلك بمثابة صيحة اليأس الأخيرة فلم يعد امام الطلاب من مناص سوى الاستبسال في المقاومة حتى النهاية وما بعد النهاية.

بعد قريب من الساعتين انجلت المعركة عن طلاب جرحى وعن اول شهيد لحركة الطلاب السودانيين الشهيد القرشي الذي أردته رصاصة غادرة وهو يقف مع رفاقه في الصفوف الأمامية بمواجهة الشرطة.وحين نقول الصفوف الأمامية أعني داخلية بحر الزراف فمن ناحيتها(من جهة الشمال)جاء الهجوم على الندوة وبحر الزراف هي الخط الامامي واقرب الداخليات الى المهاجمين.وهنالك حديث سخيف عن انه كان متوجها من الحمام او خارجا منه فأصابته رصاصة طائشة فذلك نفسه حديث طائش إذ كان مستحيلا في تلك الظروف ان يفكر أحد-مجرد تفكير – في أخذ دش بارد وقوات الشرطة تصوب نحوه غازاتها ثم طلقاتها القاتلة. وشخصيا لم أعرف الشهيد ولست معنيا بنوعية انتماءه السياسي ولكنني مهتم بأن تأخذ شهادته ملابساتها الحقيقية وبالتالي جلالها وتقديرها عند الأجيال فهو لم يكن فارا او هاربا وقد لقي ربه في طليعة رفاقه وعلى الخطوط الأمامية- على خطوط النار والخطر.

لقد مات معه وبعده كثير من شهداء ذلك المساء وما بعد ذلك المساء ولكنه أخذ الاسم بتعبيرنا السوداني فقد كان اول رعيل الشهداء وقائدهم الى جنات الخلود وتحت صورته المأخوذة عن الكارنيه الجامعي سارت مواكب الثورة الى نصرها النهائي. إلا أنه وبسب من شهادته المجيدة لم يطرف لنا جفن بقية ذلك المساء فقد كان مطلوبا منا التوجه الى مشرحة مستشفى الخرطوم الملكي وحماية جثمانه الذي كانت القيادة الطلابية تخشى ان تحاول سلطات الامن سرقته واخفاءه عن العيون تسترا على جريمتها في اغتياله على ذلك النحو المنكر.وفي مكان كئيب مفروش بالحصى قضينا ليلتنا الدامعة منتظرين ان يأتي لصوص الجثث ويقع الاشتباك الكبير.ولكن احدا لم يأت ليحاول ذلك الفعل القبيح ويبدو ان ترتيبا ما قد تم مع اطباء المستشفى فقد جرى تأمين الجثمان بصورة من الصور وصار مسموحا لنا العودة الى داخلياتنا لنغتسل ومن ثم نتوجه الى ميدان عبد المنعم (ذلك المحسن حياه الغمام) لتشييع الجثمان واكمال ما بدأ من فعل الثورة المجيد.



العالم بستان

أيام تدير الرأس

بعد افطار سريع مبكر عن مواعيده خرجت جامعة الخرطوم متجهة الى ميدان عبد المنعم لتشييع الشهيد القرشي.وكان الحزن هو السمة الغالبة على ذلك المشوار الطويل ولكنه كان يتحول رويدا رويدا الى غضب حارق مدمر.وكان مثيرا لأقصى درجة لقاء تلك المظاهرة الصامتة بمواكب من مختلف المدارس والنقابات والهيئات تتخذ هي الأخرى طريقها الى ميدان ذلك المحسن حياه الغمام. ووقتها كان اكبر ميادين المدينة ولم تكن قد نشأت فيه أيا من تلك المباني التي شيدها فيه –فيما بعد – النظام المايوي البائد. وكان مؤثرا جدا منظر الموكب الصامت لطلاب المدرسة الانجيلية الذين حملوا في مقدمة موكبهم قماشة سوداء دلالة على الحزن.ومع ان الوقت كان مبكرا الا ان الكثيرين وجدوا الوقت لاستنساخ صور الشهيد ورفعها شعارات لتلك المواكب.

في الميدان الكبيروقفت شاحنة كبيرة عليها الجثمان وكان في قمتها الدكتور الترابي والدكتور حسن عمر. وقد تولى الدكتور الترابي الجانب الديني في مقتل القرشي منهيا حديثه برجاء للحضور بالتزام الهدوء بينما تناول الدكتور حسن عمر منه الميكرفون وقال كلاما مناقضا لفكرة التزام الهدوء.وبالفعل لم تكد تنتهي تلك المراسيم حتى قام الجمهور بقاب سيارتين من سيارات الشرطة واشعال النار فيهما.وانطلقت من نفس الميدان اولى المظاهرات الاكتوبرية التي كان مقدرا لها ان تسقط النظام العسكري في اقل من اسبوع.

بدا لي مهما جدا التعبير لعائلة القرشي عن تقديرنا لفقدها الجليل وللتضحية البطولية التي اقدم عليها ابنها المقدام ورأيت من المناسب المشاركة في التشييع والدفن في القراصة قرية الفقيد.وفي قرابة الخمسين من الزملاء ركبنا الشاحنات المتوفرة الى تلك القرية التي دخلت التاريخ الكفاحي للسودان من أوسع أبوابه. وبعد الفواتح الأولى مع عائلة الشهيد تحرك جمعنا الى مدافن القرية حيث رأيت للمرة الاولى في حياتي كيف يقوم اهلنا في الجزيرة بمراسم الدفن.فعلى تلك الايام كان الدفن في كردفان يتم بطريقة مغايرة إذ كان هنالك دائما قرميد في استراحة المقبرة وكان من واجباتنا في الطفولة ان ننقله الى حيث يحفرالقبر الجديد ليتم رصفه فوق "ود اللحد"بقوة واحكام ومتى تم ذلك شرعنا في اهالة التراب على المقبرة بالواسوق ثم تقبيبه فوقها للضمان.أما أهل الجزيرة فكانوا يصنعون اللبن من تراب الجزيرة الاسود الكثيف ويضيفون اليه ما توافر من القشوش ويصنعونه بحجم اللحد ويرصونه فوقه الى ان يتساوى ببقية القبر ومن ثم يهيلون التراب بالواسوق أيضا.

بكينا وهتفنا في المقبرة وردد الزملاء ورائي كلاما بسيطا من نوع:"هبي هبي يانسمات الجنة..هبي هبي للشهداء"وذهب البعض الى انني ارتجلت قصيدة عند دفن الشهيد وذلك لم يحدث فقد كان الشعر يعتمل في خاطري طيلة الوقت وفي اول خلوة لي مع الورق أفرغت ما اختزنه قلبي من الحزن والفخار:

وكان في قريته الذرة مثقلة الأعواد بالثمار/والقطن في حقولها منور ولوزه نضار/وكان في العشرين لم يرى/ ألفا من الشموس مقبلة/ولم يعش هناءة الزفاف/ولم يكن في فمه أكثر من هتاف/ولم يكن في يده أكثر من حجر/وكان في المقدمة /على خطوط النار والخطر/فجندلوه بالرصاص داميا منتفضا/وفي أكف صحبه قضى.

تعطر الثرى بدمه واختلج التراب/أجفل صبح قادم وشاب/وقف شعر النجم والأجنة/هب عليه بالرضا نسيم الجنة/ ثم تصاهلت خيول المركبة/ واصطفقت أجنحها المرحبة/ وهكذا على وسادة من الريش الوثير/تصاعدت الى السماء روحه الزكية/الى النعيم بطلا وثائرا/وقائدا رعيل الشهدا/ورمز إيمان جديد بالفدا/ وبالوطن.

كان مفروضا ان يجد القرشي مكانه في اسماء الشوارع والميادين وفي طوابع البريد التذكارية وقاعات الجامعات ولا اعرف من هو ذلك الذي حال دون تلك المظاهر للتكريم هل هي النظم السياسية المشغولة بنفسها عن الآخرين ام هو ذلك النزاع الاول حول الاتجاه السياسي للفقيد ام هو حرد عائلي نأى بنفسه عن الشهرة والهيلمانات.وفي كل الاحوال اعتبر ذلك نوعا من الظلم للشهيد الجليل سواء كان سببه النظم السياسية او الرغبات العائلية . وما عدا تلك الحديقة في الخرطوم ثلاثة وذلك التمثال الذي صنعه له الفنان محمد عبد الله الريح ونصبه في مدخل الجامعة فليس هنالك ما يخلد تضحيته الكبرى وجوده بالروح من اجل ثورة الشعب فسلام عليه في الخالدين.


--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #2
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 29-09-2007, 09:22 ص
Parent: #1


اسمك الظافر ينمو في ضمير الشعب ايمانا وبشرا
وعلى الغابة والصحراء يلتف وشاحا
وبأيدينا توهجت ضياء وسلاحا
فتسلحنا بأكتوبر لن نرجع شبرا
سندق الصخر ..
حتى يخرج الصخر لنا زرعا وخضرا
ونرود المجد..
حتى يحفظ الدهر لنا إسما وذكرا

بسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني
الحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني
والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي
بسمك الشعب انتصر ..
حائط السجن انكسر..
والقيود انسدلت جدلة عرس في الأيادي

كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل
كان خلف الصبر والأحزان أحيا..
صامدا منتظرا حتى إذا الصبح أطل
أشعل التاريخ نارا واشتعل
كان أكتوبر في نفضتنا الأولى
مع المك النمر
كان أسياف العشر
ومع الماظ البطل
وبجنب القرشي
حين دعاه القرشي حتى انتصر

بسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني
الحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني
والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي
بسمك الشعب انتصر ..
حائط السجن انكسر..
والقيود انسدلت جدلة عرس في الأيادي

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #3
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 29-09-2007, 09:24 ص
Parent: #2


من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنىً أن يعيش وينتصر
من غيرنا ليُقرر التاريخ والقيم الجديدةَ و السِير
من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياةِ القادمة
جيل العطاءِ المستجيشُ ضراوةً ومصادمة
المستميتُ على المبادئ مؤمنا
المشرئبُ إلى النجوم لينتقي صدر السماءِ لشعبنا
جيلي أنا...
هدم الُمحالاتِ العتيقة وانتضى سيفَ الوثوقِ مُطاعنا
ومشى لباحات الخلودِ عيونهُ مفتوحةٌ
وصدوره مكشوفةٌ بجراحها متزينة
متخيراً وعر الدروب.. وسائراً فوق الرصاص منافحا
جيل العطاءِ لك البطولاتُ الكبيرةُ والجراحُ الصادحة
ولك الحضورُ هنا بقلب العصر فوق طلوله المتناوحة
ولك التفرّد فوق صهوات الخيول روامحا
جيل العطاء لعزمنا ...
حتماً ُيذلُّ المستحيل .. وننتصر
وسنبدعُ الدنيا الجديدةَ وفقَ ما نهوى
ونحمل عبءَ أن نبني الحياة ونبتكر

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #4
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 29-09-2007, 09:25 ص
Parent: #3


قطار الغرب

عفوا عفوا يا أجدادى شعراء الشعب
يا من نظموا عقد الكلمات بشكة سهم
أنا أعلم أن الشعر يواتيكم عفو الخاطر
عفو الخاطر
وسبقتونى فى هذا الفن : وداع الأحباب
خضتم أنهار الدمع وراء أحبتكم
بالاكتم بالدعوات مسار أحبتكم
من أسكلة الخرطوم الى الجبلين الى الرجاف
قاسيتم، وأنا يا شياخى قاسيت
كل السودان يقاسى يا شعراء الشعب
فدعونى أسمعكم شجوى
شجوى أدعوه قطار الغرب

اللافتة البيضاء عليها الإسم
باللون الأبيض باللغتين عليها الإسم
هذا بلدى والناس لهم ريح طيب
بسمات وتحايا ووداع ملتهب
كل الركاب لهم أحباب
هذى إمرأة تبكى
هذا رجل يخفى دمع العينين بأكمام الجلباب
"سلم للأهل ولا تقطع منا الجواب"
وارتج قطار الغرب، تمطى فى القضبان
ووصايا لاهثة تأتى وإشارات ودخان
وزغاريد فهناك عريس فى الركبان

ها نحن تركنا عاصمة الإقليم
ودخلنا وادى الصبر
كل الأشياء هنا لا لمعة تعلوها
كل الأشياء لها ألوان القبر
الصبر الصبر الصبر
الكوخ المائل لا يهوى
والشجر الذاوى ليس يموت
والناس لهم أعمار الحوت
أحياء لأن أبا ضاجع أما
أولدها فأسا يشدخ قلب الأرض
يحتاز كنوز الأرض ويبصقها دما
لتظل البورصة حاشدة والسوق يقام
وقطار الغرب يدمدم فى إرزام
تتساقط أغشية الصبر المترهل حين يجئ
ألوان الجدة فى وديان الصبر تضئ
والريح الناشط فى القيعان يمر
يا ويل الألوية الرخوة
يا ويل الصبر

ساعات الأكل تعارفنا
الصمت الجاثم فى احجرات انزاح
وتبادلنا تسآل فضوليين
تحدثنا فى ساس يسوس
وتحذلقنا عن جهد الإنسان الضائع
فغرسنا كل الأنحاء مزارع
جئنا بالجرارات حرثناها
هذى الأرض الممتدة كالتاريخ
حبلى بالشبع وبالخصب المخضل
والناس هنا خيرات الأرض تناديهم
لا أذن تصيخ
دعنا منهم – وتدارسنا تحديد النسل
وتجولنا عبر الدرجات
عربات شائخة تتأرجح بالركاب
ومقاصير للنوم بها أغراب
الأولى خشخش فيها الصمت
والرابعة العجفاء بها إعياء
ضاعت تذكرة المرأة ذات محط
ورجال يكتتبون ورجرجة وضجيج
ومآذن فى الأفق المدخون تضيع
كوستى وأناس ينصرفون بلا توديع
وأناس يشتجرون على الكنبات

ها نحن دخلنا ما بين النهرين
الناس هنا جنس آخر
فقراء وثرثارون ولهجتهم فى لين القطن
والباعة ملحاحون وحلاقون
ولهم آذان تسمع رنة قرش فى امريخ
هذا نوع فى كل نواحى اقطر تراه
جنس رحال منذ بدايات التاريخ
أرض الذهب البيضاء بهم ضاقت
رغم الخزان المارد والذهب المندوف بهم ضاقت
فانبثوا فى كل متاهات السودان
الشئ المفرح أن لهم آذان
وعيونا تعرف لون اللص الرابض للقطعان
وسواعد حين يجد الجد تطيح

هذه ليست إحدى مدن السودان
من أين لها هذه الألوان
من أين لها هذا الطول التياه
لا شك قطار الغرب الشائخ تاه
وسألنا قيل لنا الخرطوم
هذى عاصمة القطر على ضفات النيل تقوم
عربات
أضواء
وعمارات
وحياة الناس سباق تحت السوط
هذا يبدو كحياة الناس
خير من نوم فى الأرياف يحاكى الموت
ما تعسها هذى الأرياف
ما أتعس رأسا مشلول الأقدام
ما أتعس راسا لا تعنيه تباريح الأقدام

ونزلنا فى الخرطوم بلا استقبال
فتذكرت الحشد المتدافع فى إحدى السندات
برتينتهم وقفوا فى وجه اريح
وأطل من الشباك فتى القرية
قد عاد أفنديا إبن القرية
وانهالت بالأحضان تهانيهم
وأنا لا حضن سوى الشارع
يتلقفنى، يتلقف أجدادى الشعراء
هم فى الطرقات وفى المذياع بكاء
خلف المحبوب من الجبلين الى الرجاف
ما أحلى أياما لا تحمل إلا هم الحب
ها نحن الآن تشبعنا بهموم الأرض
وتخلخلنا وتعاركنا بقطار الغرب
إنى يا أجدادى لست حزينا مهما كان
فلقد أبصرت رؤس انبت تصارع تحت الترب
حتما حتما ستطل بنور الخصب ونور الحب
حتما حتما يا أجدادى شعراء الشعب

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #6
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 29-09-2007, 09:41 ص
Parent: #4


شكرا استاذي وشاعر اكتوبر الثائر محمد المكي ابراهيم علي هذا الاهداء النبيل والذي لست انابمستحقه اكثر من اولئك الشهداء الخالدين والذين دفعوا ارواحهم رخيصة في اعظم ملاحم البذل والفداء ضد الظلم والطغيان لاجل هذا الوطن العزيز ولا اكثر من اولئك الذين ذاقوا مرارات الاعتقال والتعذيب من ابطالنا الشرفاء الصامدين في وجه الطغاة لاجل عزة وكرامة هذا الشعب الكريم..واولا واخيرا لست مستحقه اكثر من شعبي المجوع والمشرد في كل الاصقاع ولا زال يقاوم الظلم في في الداخل في قلب الحريق.. ولا اكثر منكم انتم يا صناع اكتوبر من الهمتم شعبنا بمعاني الثورةوالتحرر والانعتاق بالفكر والوعي السديد.
ولكنا سنظل اوفياء لدماء شهدائنانعطي لهذا الشعب الي ما شاء الله من بذل وفداء ونحن في طريقكم سائرون والرايات من بعدناالي اجيال اكثر عطاء وبذلا لاجل هذا السودان العظيم.

شكرا ومتعك الله بالصحة والعافية وكل العام وانتم وشعبنا بالف خير

هشام هباني

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #5
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: Dr. Ahmed Amin
التاريخ: 29-09-2007, 09:31 ص
Parent: #1


أخي العزيز النــــــــــاظر

إيه الجمال ده كــــله .. ربنا يطول عمرك ويحفظك ويسعدك

وأسأل الله ببركة هذا الشهر المبارك أن ترى قريبا بأم عينيك

السودان الذي نحلم به ... سودان العدالة والخير والسلام والمحبة

والنزاهة ...بنحلم بيه يوماتي .. وطن خير ديمقراطي .. وطن حدادي

مدادي

شكرا دو المكي
آميييين يا لله

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #7
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 29-09-2007, 09:46 ص
Parent: #5


عزيزي دكتوراحمد

سلامات


Quote: وأسأل الله ببركة هذا الشهر المبارك أن ترى قريبا بأم عينيك

السودان الذي نحلم به ... سودان العدالة والخير والسلام والمحبة

والنزاهة ...بنحلم بيه يوماتي .. وطن خير ديمقراطي .. وطن حدادي

مدادي




امين يا رب العالمين

وكل العام وانتم والوطن بالف خير

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #8
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: مجاهد عبدالله
التاريخ: 29-09-2007, 10:46 ص
Parent: #1


Quote: (الطالع في المقدر،الضارب في المليان)



شكراً ودالمكي ..

وشكراً هشام ...

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #9
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 29-09-2007, 02:28 م
Parent: #8


العزيز المجاهد

سلامات

ولنقف جميعنا يدا واحدة في وجه الطغاة والظلمة الي حين ساعة النصر العظيم
محبتي واحتراماتي

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #10
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: حيدر حسن ميرغني
التاريخ: 29-09-2007, 02:38 م
Parent: #9


هدية كبيرة بمقام صاحبها الكبير

تستاهل يا هشام

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #17
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 30-09-2007, 01:40 م
Parent: #10


حيدوري العزيز

وانت كمانين وجيتار وجاااز!

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #11
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: Nasr
التاريخ: 29-09-2007, 04:16 م
Parent: #1


شكرا هشام والشكر أجزله لشاعر أكتوبر محمد المكي إبراهيم
أقول
ماذا لو جعلنا أكتوبر شهرا للمعرفة بالثورة (الثورة مجردا) فننكب لدراستها والعلم بها والحوار حولها؟
بدا لي أن ما كان ممكنا إنجازه (الإنتفاض والثورة) بقدر من الحماس والعفوية يحتاج لقدر كبير من المعرفة هذه المرة. أصلا لم يغب العلم بالثورة عن ثوراتنا وإنتفاضاتنا ولكن
المسألة أكثر تعقيدا هذه المرة
فالذين تستوجب الثورة ضدهم كانوا في صفوف الثوار في المرة السابقة، حملوا المصاحف علي رؤوس الرماح وأستبدوا بإسم الدين مرة وقهرا صرفا مرات كثيرات
فلنستعد للثورة
إذا كان جلاوزة الأمن يستعدون لثورتنا بالتدريب وتخزين الغاز المسيل للدموع وتجهيز الشرطة بالعربات المدرعة، فلنستعد نحن.

كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل
وسيبقي

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #12
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 29-09-2007, 04:35 م
Parent: #11


http://sudanile.com/news11.html

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #13
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: ابراهيم عدلان
التاريخ: 29-09-2007, 04:53 م
Parent: #1





كانت ايام تدير الرأس و تفيض ثورية

الشكر لودالمكي

ولك يا هباني ان تفخر بها

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #14
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: ابراهيم عدلان
التاريخ: 29-09-2007, 05:11 م
Parent: #1





تشيع الشهيد احمد القرشي طه

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #15
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: ابراهيم عدلان
التاريخ: 29-09-2007, 05:15 م
Parent: #1




وانكسرت شوكة العسكر

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #16
العنوان: Re: اهداؤك.. شهادة اعتز بها وتكفي انها من (ودالمكي ) شاعر اكتوبر الجميل!
الكاتب: Elmosley
التاريخ: 29-09-2007, 05:29 م
Parent: #1


*****


--------------------------------------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق