السبت، 26 أبريل 2008

شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه

مكتبة هشام هباني شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه!
20-11-2006, 02:59 م المنتدى العام لسودانيز أون لاين دوت كوم
» http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=138&msg=1199946460&rn=0


--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #1
العنوان: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 20-11-2006, 02:59 م


أخر مرة التقيتك فيها يا صديقي الراحل المقيم في اوائل عام1986 بالخرطوم وبجامعة الخرطوم وبكلية القانون و انت بذات ( الجينز) ولحيتك الجيفارية وعلي كتفك ذات الشنطة ( المخلاية) وانت ترتدي في قدميك ( الشدة) خليلة ثوار ارتريا في هضاب المقاومة السامقة ابان ثورة التحرير و حينهاكنت عائدا من بعثتك الدراسية من كندا ظافرا بالماجستير وكنت تحمله بيسارك لانك يساري ما بعد اليسار!!
ولا انسي تلكم الليلة الرائعةالاخيرة والتي شرفتنابالمبيت فيها بمنزلنا الكائن بحي اركويت وانت تحدثني اثناء العشاء الاخير عن قرب مواعيد سفرك السريع جدا الي الشرق.. الي هضاب ارتريا الثائرة...لتأخذ حظك من التدريب والاعداد العسكري برفقة ثوار الجبهة الشعبية.. ومنها قرارك بالالتحاق بالمقاومةالتشادية لنظام حسين هبري حيث كنت ثائرا من ثوارها وما كان معظم زملاء الدراسة حينهايعلمون انك مواطن تشادي من قبائل التماس التشادية السودانية..لانك تلقيت كل تعليمك بالسودان وكنت سوداني النزعة واللسان والاخلاق و الوجدان !
وبعد ان ودعتك ذلك الصباح لم اسمع عنك ثانية يا صديقي الا لماما من اخبار من بعض الاخوة التشاديين الذين التقيتهم بليبيا... والخبر الاكيد كان بعد عشرة اعوام من ذلك اللقاء من صديقنا المشترك الاخ المناضل المحامي عبد الرحمن الزين وهو من القاهرة يهاتفني مسرورا بانه وجد ( الكنز عمران) هناك موظفا في مفوضية شئون اللاجئين وحينها كنت اهم بالرحيل لائذا من طرابلس الغرب الى قاهرة المعز بعد ان لم يطب لنا فيها المقام وهي تمد يد العون والتوادد والصداقة مع نظام العصابة في الخرطوم.. وكان لهم الحق فيما يشاؤون واحرار فيما يختارون وايضا لنا الحق فيما نقرر فقررنا الرحيل ونحن لا نريد ان نثقل علي مضيفينا اعباء مواقفنا الثقيلة في مقارعة ومضايقة اصدقائهم الظلاميين ..وهم يغازلونهم بخطابات تضعف امامها طرابلس ذلك الزمن الجميل!!
لم اسعد بلقائك في القاهرة حين جئتها من طرابلس وانت تغادرها الي بيروت ولكني وجدت اثارك و اخبارك وعطرك يضوع بين السودانيين.. وانت تنفحهم بفرص اللجوء في المفوضية العليا لشئون اللاجئين حيث كنت واحدا من كبار موظفيها.. وكانوا يتحدثون عن احمد (التشادي ) صديق السودانيين جدا ومواقفه المنحازة اليهم!!
ولكن كان الخبر الفاجعة والكارثة في اخريات العام 1998 وبينما انا جالس في داخل المفوضية بالقاهرة فقد تعود المندوب السامي وحينها كان مواطنامغربيا ان ينزل الي حيث مكتب استقبال طالبي اللجوء بالمفوضية متفقدا امورهم واحوالهم وسير اجراءاتهم وكان من قدري ان اكون واحدا من اولئك الذين صادفهم هذا المندوب.. وقد سالني من اي بلد وكم استغرقت اجراءاتي بالمكتب..فاجبته علي كل اسئلته ولكن يا لحظي العاثر ان بادرته بسـؤالي عنك يا صديقي احمد عمران وانت الذي كان يخدم موظفا لديهم وقد انتقل الي مكتب بيروت ... فصدم الرجل بسؤالي وتلعثم في اجابته وهو يسألني مفجوعا عن علاقتي بك..فاجبته بانك كنت صديقي وزميل دراسة ايام الجامعة.. وقد كنت من اميزالطلاب المبرزين الناجحين الذين مروا علي جامعة الخرطوم... وهنا صار الرجل يتأملني محزونا وانا اتحدث عنك ياصديقي وقد قاطعني لينقل لي خبر الفاجعة وهي وفاة صديقي احمد عمران قبل اسابيع في كارثة الطائرة السويسرية التي سقطت علي السواحل الكندية.. وكان خبرا كالصاعقة ينزل علي قد هز كل جوانحي وايضا كان الحزن علي ذلك الرجل الوقور شديدا وهو قد بدأ حينها يتحدث عن مناقبك ايهاالشهيد احمد باعتبارك من اميز وانجح واذكى الموظفين الذين مروا على المفوضية العليا لشئون اللاجئين... وبعدها اصطحبني الرجل مباشرة الى مكتبه بالطابق العلوي وعلي الفور اتصل بسكرتاريته وحملوا ملفي واكملوا اجراءاتي في الحين وهو يحدثني بانه انما يفعل هذا اكراما لعلاقتي بك ياصديقي الشهيد وانت تكرمني اليوم ميتا بسيرتك العطرة ويقدرها ايضا الاغراب ..و ايضا للتاريخ وانت حي اكرمتني يا هذا (العمران) ذات يوم في الجامعة وانا احاول ان اقدم لطلب الجلوس للامتحان كطالب خارجي بعد ان فصلت من الجامعى فصلا اكاديميا وانت تخبرني ان اغادر الجامعة علي الفور حيث جماعة امن الجامعة كانوا يبحثون عني وانا حينها كنت عضوا جديدا ملتحقا بحركة اللجان الثورية المغضوب عليها ابان الحقبة المايوية المدحورة وقد علمت ذلك كما اخبرتني من خلال زميل دراسة لك بخور طقت كنت ايهاالشهيد تعرف انه يعمل في امن الدولة من ضمن مجموعة الجامعة.. وعلي الفور قررت الخروج من السودان بناء علي هذه الخدمة الجليلة منك يا صديقي الراحل المقيم..

اللهم ارحم احمد عمران واغفر له وانزله مقام الصديقين والشهداء وانا لله وانا اليه راجعون .


هشام هباني

ملحوظة:
الشهيد احمد عبد الله عمران من ابناء قبائل البديات الحدودية بين السودان وتشاد وهو خريج خورطقت الثانوية وقد التقيته زميل دراسة بجامعة الخرطوم بكليةالقانون 1978 وقد كان متميزا فهو اول الدفعة لحين فصلت منها في السنة الثانية.. وبالاضافة لكونه طالبا بجامعة الخرطوم كان ايضا يدرس الفرنسية بالمركز الفرنسي واللغة السواحلية بمعهد الدراسات الافريقية والاسيوية حيث كان اول دفعته ايضا في ذينك القسمين.. وبعد نيله درجة الماجستير وعودته من البعثة الاكاديمية بكندا.. التحق بمعسكرات الجبهة الشعبية الارترية للتدرب علي السلاح وبعدها التحق بصفوف المقاومة التشادية ضد نظام حسين هبري وكان عضوافي فصيل قوات الشيخ بن عمر,, وهو فصيل تشادي سياسي وبعد فترة تصالحت قوات الشيخ بن عمر مع نظام حسين هبري وانخرطوا في نظام تصالحي .. حيث تبوأ المرحوم عمران منصباقضائيا رفيعا بالدولة التشادية الي حين سقوط نظام حسين هبري علي ايدي جماعات ادريس دبي وبعد ذلك هاجر المرحوم عمران الي الخارج حيث طلب اللجوء لاجئا سياسيا ولا ادري في اية دولة.. وبعد ذلك التحق بالعمل موظفا بالمفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة وتدرج فيها الي درجات رفيعة الي ان توفاه الله في حادثة الطائرة السويسرية التي سقطت في عام 1998 قبالة السواحل الكندية.

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #2
العنوان: Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه!
الكاتب: Adil Osman
التاريخ: 21-11-2006, 06:27 ص
Parent: #1


الاخ هشام هبانى
تحية وبعد
فقد فجعت بمقتل احمد عمران فى حادث طائرة. اول مرة اعرف هذا. له الرحمة. والتقدير. كانت حياته قصيرة ومليئة بصالح الاعمال. وكان فى عهد الجامعة مشغولا على الدوام ومستعجلا للحاق بدراسة او مذاكرة. لم يكن لديه وقت كثير كى ينفقه فى التسكع او الجلوس فى النجائل وحضور الاحتفالات والونسات.
لقد تشرفت بالعمل معه فى الجبهة الديمقراطية بكلية القانون فى الثمانينات. وسعدت بنقاشاته. وعمق تحليلاته. واهتمامه باللغات والموسيقى والمسرح.
كان رجلا موسوعيآ. ومتواضعآ. ومرحآ. وكان يقترض منا المال إن لم يكن معه نقود. وكنا نفعل كذلك. واذكره مدخنآ للبرنجى فى شغف ومتعة. واذكر فخره بارتداء الزى الافريقى التقليدى المميز.
لك الرحمة يا احمد عمران. ولتبقى ذكراك العطرة.
سوف تذكرك لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة.
وسوف تذكرك المفوضية السامية للاجئين.
وسوف تذكرك لجنة التحقيق فى الابادة الجماعية فى رواندا عام 1994.

بحثت يا هشام عن الخبر فى الانترنيت فوجدت الفجيعة فى السى ان ان. 11 سبتمبر 1998. يوم خطف الموت ناس جديرين بالحياة. وفى طليعتهم احمد عمران. الحقوقى. الانسانى.

http://www.cnn.com/WORLD/9809/swissair.victims.list/index.html

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #3
العنوان: Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 21-11-2006, 08:35 ص
Parent: #2


عزيزي الجميل عادل

ان الموت دوما يختار الرائعين السامقين وكان الشهيد عمران من اميز وانقي من عرفتهم في حياتي.. جدية ومثابرة وذكاء وحيوية وروح مرحة موغلة في العفوية والنقاء.

انا لله وانا اليه راجعون


هشام

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #4
العنوان: Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه!
الكاتب: Adel Sameer Tawfiq
التاريخ: 21-11-2006, 04:25 م
Parent: #1


Quote: اللهم ارحم احمد عمران واغفر له وانزله مقام الصديقين والشهداء


شكرآ هشام على هذا البوست وهذا الوفاء..
كان ود دفعتي أو ود دفعتنا..وكان من أحب الناس الى قلبي لصدقه ونقائه..
كان أشطرنا وأول دفعتنا من أولى لرابعة..
آخر حديث معه كان بالتلفون عندا كنت في كندا وكان هو في أمريكا..
وعدني بزيارتي في كندا..ولم أسمع منه بعد ذلك الى أن وصلني الخبر المشؤم..
وكان يعلم أنه لن يعيش طويلآ وكان يقول لي ذلك دائمآ..
وبالمناسبة كان يحمل الجنسية السودانية بجانب التشادية..
وجنسيته وأوراقه السودانية مازالت بطرفي حتى اليوم..تركها معي حين ذهب الى تشاد..

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #8
العنوان: Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 22-11-2006, 01:52 ص
Parent: #4


العزيز عادل سمير

سلامات

نعم المرحوم احمد عمران كان من اميز البشر الذين عرفتهم
وحزنت كثيرا عندما وصلت القاهرة قادما اليها من طرابلس
ولم التقه فقد سبقني بالمغادرة بعدة اسابيع حيث ذهب لمكتب بيروت.
وحدثني بعض السودانيين اللاجئين القادمين من لبنان
الي اميريكا..انهم تعرفوا علي احمد هناك من خلال مكتب بيروت
وتعاونه ومساعداته المشهودة والكريمةللسودانيين هناك...
بالله يا عادل لو معاك صورة للمرحوم بالله انشرها علي هذا البوست
وسؤالي اليك هل تزوج عمران... واذا تزوج اين اطفاله..
لقد علمت من بعض الاخوة بكندا بانهم التقوه هناك مع الاخ والزميل نورين
ايام البعثة الدراسيةحيث قالوا لي ان نورين الى الان مازال مقيما بكالغري وهو محامي هناك ومتزوج من امريكية...فاذا كان لديك اتصال بنورين فبالله دلني علي هاتف نورين..

هشام

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #5
العنوان: Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه!
الكاتب: Mannan
التاريخ: 21-11-2006, 06:53 م
Parent: #1


يا سلام يا هشام.. اننا نتقاسم نفس النبقة.. تعرفت الى احمد عمران فى انجمينا عاصمة تشاد فى اواخر عام 1987 تقريبا حيث كنت اعمل قنصلا عاما (1985-1989) وتوطدت بيننا صداقة متينة فقد عمل لفترة قصيرة فى القضاء التشادى إثر المصالحات بين حكومة هبرى والفصائل التشادية ولم يكن سعيدا من حكم الرئيس هبرى حيث كان التحالف بين القرعان (قبيلة هبرى) والزغاوة (قبيلة الرئيس الحالى ادريس دبى) يتعرض لهزات وكان الراحل احمد عمران على اتصال بى وقدمت له بعض المساعدات باعتباره سودانيا تشاديا واستطاع ان يفلت من امن هبرى فى اللحظات الاخيرة ولجأ الى الكميرون حيث تعرض لمحاولة اغتيال قتل فيها صديقه عندما القيت قنبلة يدوية الى داخل الحجرة التى يسكن فيهافى دوالا الكميرنية ومنها هاجر الى كندا ثم التقيت به مرة اخرى فى امريكا حينما علم باننى لاجئ مثله فاصبح يزورنى انا وصديقنا المشترك بشير بكار وكان يزورنى لماما بمنزلى فى ميريلاند وودعنى ذات مساء فى اواخر التسعينات حيث ابلغنى انه سيسافر الى نيروبى او بوجمبورا على ما اذكر للعمل مع المفوضية السامية للاجئين وانقطعت صلتى به الى ان سمعت بخبر رحيله المفجع ضمن الطائرة السويسرية التى هوت فى الساحل الشرقى لامريكا وذهب مبكيا على شبابه واذكر اننى نعيته مع كثيرين فى سودان ليست.. الا رحمه الله فقد كان نابغة وثوريا من طراز فريد وانطفات شمعته بسرعة ورحل قبل الاوان..

اشاطركم الحزن فى صديقنا الجميل احمد عمران..

نورالدين منان

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #9
العنوان: Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 22-11-2006, 02:03 ص
Parent: #5


صديقي واستاذي النبيل نور الدين منان

سلامات
والله نعم الصدف ان يكون المرحوم عمران صديقا مشتركا بيننا
فيا لحظك ولحظي العاثرين ان نفقد هذا الرجل الكنز ولم يعش
في هذه الحياة طويلا....حيث كان واعدا وهو رجل لمثل هذا الزمان
وهو من عينة رجال خلقوا للمواقف والمباديء... ولكن امر الله كان مقضيا
وانا لله وانا اليه راجعون.

شكرا يا صديقي العزيز مع تحياتي للاسرة الكريمة

هشام هباني

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #6
العنوان: Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه!
الكاتب: Elmoiz Abunura
التاريخ: 21-11-2006, 07:40 م
Parent: #1


Dear Hisham, Nouri, and friends
I have been introduced to Ahmed by my friend Raphael Abiem in Boston. The three of us participated in a human rights seminar at Harvard. We led a discussion on " Human Rights in Sudan" presented at Harvard School of Public Health during April, 1994. Ahmed wasn't only smart, but sincere, and friendly. May Allah bless his soul
Regards

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #7
العنوان: Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه!
الكاتب: Nasr
التاريخ: 21-11-2006, 08:06 م
Parent: #1


رحمه الله فقد كان ذكي العقل والفؤاد وقارئا مجدا ومتحدثا لبقا

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #10
العنوان: Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه!
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 22-11-2006, 02:10 ص
Parent: #7


العزيزان المعز ونصر

سلامات

الا رحم الله احمد عمران... واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء
وانا لله وانا اليه راجعون..

بالله يا معز لو لديك صورة خاصة بالمرحوم ارجو نشرها هنا في هذا البوست وهو وقفة وفاء
في حق هذا الرجل الكنز...

هشام


--------------------------------------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق