الخميس، 1 مايو 2008

الرجــالة تطيـــــــر ونســوان ارجــل من رجال؟؟

مكتبة هشام هباني الرجــالة تطيـــــــر ونســوان ارجــل من رجال؟؟
25-08-2005, 04:48 م المنتدى العام لسودانيز أون لاين دوت كوم
» http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=138&msg=1200239617&rn=0


--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #1
العنوان: الرجــالة تطيـــــــر ونســوان ارجــل من رجال؟؟
الكاتب: هشام هباني
التاريخ: 25-08-2005, 04:48 م


منذ فترة ليست بالبعيدة وبينما انا في غمار البحث عن الرزق ممتطيا صديق المنفى والة الرزق (التلاقيط) ( الاصفر المنجة) كما يحلو لي تسميته رفيقي التاكسي الاصفر وقد كانت زبونتي في ذلك الصباح التعيس امرأة في اواسط الخمسينيات من العمر امريكية افريقية بدينة وحليقة الشعر تماما وبصحبتهاصديقها او( البوي فريند) امريكي افريقي نحيل قد تخطى الستين من العمر يعيق خمرا ودخانايبدو من نوع التبغ الرديء ( للزنوج فقط)وعلى راي الشنكاتة ( ريحتو تعمل قعدة) يعني التاكسي في ذلك الصباح كان ( بيت قعدة عديل) والعبد لله حاملها وشاميها ؟؟طلبت مني الزبونة ايصالها الى كنيسة معينة وما كان اليوم لااحدا ولا سبتا ففعلت كما امرت فأوصلتها الى باب الكنيسة ودخلت وانتظرتها انا وصاحبهالاكثر من ربع ساعة الى ان جاءت وبصحبتها رجل ابيض يبدو عليه من هيئته ووقاره قس وهو قد كان مودعا اياها حتى باب التاكسي ويكسو وجهه حزن عميق وقد اعطاهافي يدها ظرفا تبدو من هيئته مملوءا بالمال فكانت فرحة وحزينة في ذات الوقت وهي تأخذ الظرف وعانقته وهي تودعه وظل الرجل الابيض واقفا يودعها الى ان غادر التاكسي الكنيسة وهنا طلبت مني ان اوصلها الى كنيسة اخري تبعد اميالا من الاولى وطمنتني بأن (بقشيشي) سيكون طيباهذا اليوم وهو امر يسر اهل هذه المهنة جدا جدا وعند وصولنا الكنيسة الثانية ايضا دخلت وانتظرناها هذه المرة لاكثر من نصف ساعة وبالطبع ( العداد رامي) والعبد لله ( محوص في العداد) كعادة اهل التاكسي وعادت بذات المشهد حيث رجل قس ابيض يودعها ويعطيها ظرفا قرب مخرج الكنيسة وتبدو عليها علامات الفرح وايضا حزن وهي تودع ذلك الرجل والرجل بوقاره كان حزينا جدا وتكرر الامر مرتين اخريين وانا احملها الى كنيستين مختلفتين وهي تودع القساوسة ويودعونها بمظاريف بيضاء مملوءة بالمال وقد كان صديقها (طينة) وهذه المرة طلبت مني ان احملها الى مطعم شهير بمدينة دالاس لشراء بعض الطعام وهو مطعم يرتاده رجال الاعمال الذين اعتدنا ان نحملهم الى ذلك المطعم وهنا ارتفع مؤشر الفضول عندي الى اقصى حالات ارتفاعه وبلغت مرحلة ( الحسكنة) وهي مرحلة التفجر اذ كيف لهذه السوداء المتسولة بالمال حتى تلج ذلك المطعم الشهيروهنا تجرأت سائلا اياها هذه المرأة ( المستهبلة) والتي خمنت انها تتسول عند الكنائس وهي تمارس الاحتيال على اهل الخير في تلكم الكنائس فسألتها عن سر اتصالها بهذه الكنائس ومن اين لها بالمال وكنت اشك في انها ستدفع لي اجرتي حيث بلغ العداد متجاوزا السبعين دولارا وهو امر ازعجني لانني تعودت على مثل هذه ( المكنات وكب الزوغة ) من قبل اهلي واقربائي وعشيرتي الاميريكان الافارقة .. هنا طمنتني بأن اجرتي مضمونة ولقطع شكوكي ووساوسي عجلت السيدة باعطائي مبلغا مقدما وقد تجاوز قيمة ما هو في العداد حيث كان ورقة من فئة المائة دولار وحينها تفاقمت حالة الفضول والطمع ايضا عندي في مشاوير اخرى قد تطلبها وفي ذات الوقت سألتها عن كيفية حصولها على هذا المال بمجرد دخولها الكنيسة وهي تخرج محملة به وبل مصحوبة بوداع حار من قبل بشر يمنحونها عطفا ومالا فضحكت السيدة هذه المرة بشكل هستيري وذرفت دمعات وهي تنظر الي وحزن عميق يكسو وجهها فأخرجت من حقيبتها الصغيرة مجموعةاوراق بيضاء وكانت المفاجأة والصدمة كبيرة على وانا استقبل الخبر كالصاعقة وهي تشرح لي سر هذه الاوراق التي استلتها من حقيبتها البالية حيث هي تقارير طبيةتقرر حالة اصابتها بداء السرطان وهو في اطواره الاخيرة وقد حدد لها الاطباء موعدا مع الموت خلال ثلاثة اسابيع هي اقصى ما يمكن ان تعيشه مع هذا المرض العضال وهؤلاء الاطباء هم اطباء يتعاملون بالمجان مع رعايا بعض الكنائس من الفقراء وقد اتت تحمل التقارير الى الكنائس ذات الصلة بهؤلاء الاطباء وهاهي الكنائس تجود عليها بالمال وهي تتكفل برعاية ابنيها الاثنين بعد وفاتها المرتقبة والمؤكدة والذين انجبتهما من زوج نيجيري الاصل هجرها قبل اعوام ورحل الى ولاية اخري وظلت تعيلهما بنفسها واليوم تتحصل على هذه الصدقات من الكنائس للتمتع باخر ايام العمرالعشرين يوما حسبما قرر الاطباء مع ولديها ومع ( الحبيب الاول) زبزوني الاخر بالتاكسي والذي كان صديقها لاكثر من عشرين عاما من قبل زواجها بالنيجيري وهاهي اليوم تودعه في اخريات ايامها المعدودات وهي تحقق له ولها ولولديها احلاما بسيطة في التمتع بأصناف طعام من مطعم كان يمثل لها حلما كبيرا سنين طويلة ولكن الموت رغم قسوته يكرمها هذه المرة في ان يحقق لها بعضا مما كانت تحلم وهي الحلم بأن تشرب وتأكل فقط مما كانوا يشتهون؟؟
هنا احسست بضآلتي وصغاري امام صلابة هذه المرأة الطود وهي تواجه واقع الموت هذا الغول الذي يخيف العالمين ةهي تتقبله بكل ثبات ورسوخ وهنا حاولت جاهدا ان اثبت رجولتي ونخوتي متحللا من عفونة الطمع بأن ارجع لها مبلغ المائة دولارفرفضت رفضا قاطعا وقالت لي انها هديتي فارجعتها لها على طريقة سودانية معتادة بأن قذفتها اليها في داخل محفظتها وعجلت هاربابسيارتي من امرأة اشجع من الموت تاركا ( اجري وبقشيشي) لاول مرة وقلت لنفسي ( الرزق علي الله والرجالة تطير ما الرجالة خشم بيوت وهناك نسوان ارجل من رجال؟؟)


--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #2
العنوان: Re: الرجــالة تطيـــــــر ونســوان ارجــل من رجال؟؟
الكاتب: Biraima M Adam
التاريخ: 25-08-2005, 06:08 م
Parent: #1



الأخ هاشم هبانى
بالله كده خلينا من الأسطوانات، الشايفو أنا في تكاسا أمريكا الواحد يهمبتك بالنهار.
أخى هاشم هذه القصة حقيقة تدعو الواحد للوقوف مع النفس، ماذا قدمنا للموت وماذا أعددنا لغد، إنها عظة ..
وشكراً لك
بريمة

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #3
العنوان: Re: الرجــالة تطيـــــــر ونســوان ارجــل من رجال؟؟
الكاتب: abraham deng
التاريخ: 26-08-2005, 05:35 م
Parent: #1


Quote: وهاهي الكنائس تجود عليها بالمال وهي تتكفل برعاية ابنيها الاثنين بعد وفاتها المرتقبة والمؤكدة والذين انجبتهما من زوج نيجيري الاصل هجرها قبل اعوام ورحل الى ولاية اخري وظلت تعيلهما بنفسها واليوم تتحصل على هذه الصدقات من الكنائس للتمتع باخر ايام العمرالعشرين يوما حسبما قرر الاطباء مع ولديها ومع ( الحبيب الاول)


الأخ هاشم هباني
خيرا فعلت ان اصبحت الوجهة الآخر للعملة ولولا ما أكنه من تقدير وإعجاب بـ كين سراويوا وتشينوي اتشيبي لقلت العجب في هذا النيجيري.....دي عملة الواحد يعملوا في عيالو فـ.. إنت؟

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #4
العنوان: Re: الرجــالة تطيـــــــر ونســوان ارجــل من رجال؟؟
الكاتب: Sudany Agouz
التاريخ: 28-08-2005, 09:30 م
Parent: #3


الأخ هشام هبانى ..

ربنا يعوضك كل خير .. فقد أثبت للمرأة ولغيرها .. ان السودان
مازال بخير .. لينجب من أمثالكم ..

أطال الله فى حياتك .. وأوسع فى رزقك .. ووقاك شر المرض اللعين ..
يارب العالمين ..

عمك العجوز ..
أرنست

--------------------------------------------------------------------------------
مداخلة: #5
العنوان: Re: الرجــالة تطيـــــــر ونســوان ارجــل من رجال؟؟
الكاتب: Tragie Mustafa
التاريخ: 28-08-2005, 09:35 م
Parent: #4


هشام هباني

شكرا لك وانت تعلمنا الكثير من خلال هذا البوست

وشكرا لموقفك النبيل

وربنا يديك الصحه وراحة البال ويفرحك في اسرتك.

تراجي.


--------------------------------------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق