الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

والساكت عن الحق شيطان أخرس

ان الصمت على المظالم والمهانات وعدم نصرة المظلومين في اي مجتمع لهو نقيصة في ميزان الاخلاق اي بالواضح سقوط اخلاقي وانساني و ايضا ديني لان الاديان متممة لمكارم الاخلاق.
اذن انت ساقط اخلاق وغير انساني عندما تصمت تجاه اوضاع قاهرة بسببها تضطر الناس ان تبيع شرفها وكرامتها وتصاب بالتحلل الاخلاقي بسبب الفقر والجوع وهي محصلات لاوضاع اقتصادية ظالمة في وضع سياسي ظالم تتحكم في مفاصله فئة ظالمة من الناس وراءها افكار معطوبة كانت السبب في كل هذا الخراب والسقوط وسيستمر هذا التداعي طالما انت تمارس الفرجة وتجبن عن قولة الحق والرجوع الى الضمير وميزان الاخلاق وانت جبنا لا تستطيع ان تسمي المجرم الاصلي في كل هذا الخراب باسمه وهي الفئة التي تتحكم في البلاد وتهيمن فيها على كل مفاصل السلطة بل تتعامل مع الامر كنتائج فقط من غير الغوص في معرفة كنه الاسباب الحقيقية التي تتعامى عن معرفتها وانت تعرفها وانت خائف من سطوة الاخر تبرر ان الفساد كان بسبب الاسرة او ربما لنزوة في داخل الفتى او الفتاة ولا تريد ان تعترف ان هؤلاء مجرد ضحايا اوضاع ظالمة اضطرتهم الى هذا الواقع المهين.
فالله لم يخلق انسانا فاسدا بالفطرة وليس هنالك اسرة جبلت على الفساد في جيناتها ورثتها كابرا عن كابر بل هذه حالات مكتسبة من البيئة فالبيئة الظالمة تولد مثل هذه الامراض الاجتماعية وهذه الظواهر الانحرافية وبالتالي تظل هذه الاوضاع محصلات منطقية لاوضاع اقتصادية وسياسية وراءها بشر فاسدون هي السبب المباشر في كل هذا الخراب والفساد.
فعلاج الرذائل والتحلل الاخلاقي وكل الانحرافات والامراض الاجتماعية في مجتمع ما ليس بالاكثار من القوانين ومزيد من المحاكم و بمعاقبة الجاني والجانية وليس بهدم بيوت الدعارة وملامة وتوبيخ الابوين والاسر بانها قصرت في تربية الابناء بل بتجفيف منابع الفقر والفساد الاصلي الذي تسبب في كل هذا الخراب اي استهداف مفاصل السلطة التي تتحكم في مصير العباد وهي المسئولة عن كل هذه الاوضاع الظالمة( وكلكم راع) اي مواجهة الراعي الاكبر فهو المسئول عن رعيته فعندما تتحلل الدولة في اعلى هرمها من القيم والاخلاق من الطبيعي ان ينعكس هذا الواقع في الحياة العامة وتصاب بالعطب والخراب فلن يستقيم الظل والعود اعوج.
اذن عندما نواجه هذه المظالم والمفاسد في بلادنا تكون منطلقاتنا هنا اخلاقية وانسانية بالدرجة الاولى ونحن ننتصر لاخلاقنا وانسانيتنا فليست فقط منطلقات سياسية تخص فئات محددة.. فالسياسة هي فن ادارة المجتمع فاذا لم تنصلح الاداة السياسية الحاكمة ابدا لن تنصلح احوالنا الخاصة والعامة وسوف لن تسلم بيوتاتنا واسرنا من هذا الخراب لانها تتأثر بهذه الاوضاع السياسية والاقتصادية واخلاق من يديرونها.. وعليه ان التقاعس عن العمل العام اعتبره نقيصة اخلاقية لانه لا اعتقد ان امورنا الخاصة هي بمعزل عن الحياة السياسية العامة بل تتأثر بها سلبا وايجابا في معاشنا ومشربنا وتعليمنا ومركوبنا وعلاجنا وحلنا وترحالنا واحلامنا .. وعليه فاذا كان امر ادارة شأن الاسرة الصغيرة واجبا مقدسا يهتم به الابوان وهو امر تحض عليه كل القيم والاخلاق والاديان اذن من باب اولى ان يكون الاهتمام بادارة المجتمع وهو ما نسميه بالسياسة ان يكون اكثر قداسة واحتراما وواجب مقدس على كل بالغ وبالغة فلا امن للغرف الصغيرة في منزل منزوع الابواب مصدع الحيطان خال من اي نوع من التعاون والتنسيق والوئام بين متساكنيه وهكذا لا امن لبيوتنا الصغيرة في دولة فاسدة ظالمة لن نستأمنها على ارواحنا واخلاقنا واموالنا وابنائنا وبناتنا طالما يتحكم في مفاصلها فاسدون ومجرمون ولصوص.
فالسياسة ينبغي ان نمارسها جميعا وباخلاق وان لا نتركها لاخرين يمارسونها نيابة عنا لانهم حتما سيمارسونها وفق اجندتهم ومصالحهم ورؤاهم وهو ما يتقاطع احيانا مع مصالحنا ورؤانا وبالتالى يصيبنا الظلم ونغضب وهذا لن يبدل شيئا في الاوضاع طالما ظللنا خارج دائرة الفعل وقد كنا انفسنا بسلبيتنا وتقاعسنا سببا في هذه المظالم حين اخترنا طريق الفرجة ونحن تركنا مصيرنا واقدارنا لاخرين يتحكمون فيها وفق رؤاهم واجندتهم التي تتوافق مع مصالحهم والتي ليست بالضرورة هي مصالحنا!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق