الثلاثاء، 25 نوفمبر 2008

هل أحكام لاهاااي ستروى غليل ضحايا دارفور؟

كثير من كسالى النضال وبعض المحبطين في التغيير صار يعول جدا على ملحة السيد (اوكامبو) في المطالبة بمثول السفاح البشير امام العدالة الدولية لتقتص لنا منه كأنما ازمات وكوارث السودان ستنحل بمجرد سجن السفاح البشيرفي ذاك السجن الوثير فهو مطلب في عمومياته كلنا ننشده ان كان يحقق القصاص العادل ويعيد الامور الى نصابها الطبيعي ولكن اذا تعاملنا بقلب وعقل مفتوحين لنسأل انفسنا بواقعية :هل احكام لاهاااى هي قصاص حقيقي سيروى غليل من قتل السفاح وعصبته اباءهم وامهاتهم وزنوا واغتصبوا نساءهم اخواتهم وبناتهم وبقروا بطون نسائهم وشردوا وجوعوا اهلهم ونحن ندرى انها احكام ليس بها اعدامات ولاقطع من خلاف ولا اشغال شاقة ولا يحزنون بل هي احكام مؤدية الى سجن وثير افخم من أجعص فندق في الخرطوم به كل المرفهات والمسليات ووجبات فاخرة وقاعة للتمارين الرياضية ومكتبة مزودة بالانترنت واحدث الاجهزة السمعية والبصرية وماء بارد للشرب وتكييف بارد ودافيء وحمامات أفخم من حمامات قصرنا الجمهورى ومكان لتأدية العبادة ويمكن لاهلهم ان يزوروهم وربما يستطيع السفاح ان يعاشر احدى زوجتيه بطلب من ادارة السجن العصرى الرئاسي الحنين!؟
والاجابة بالتأكيد بالنفي لان هذه الاحكام ( الطراوة) لن تشفى غليلنا ولن تذهب بالعصابة الى مذبلة التاريخ و سنقول نعم للعدالة الدولية ان كانت احكامها ستروى غليلنا وترد الينا كرامتنا واعتبارنا ولكن في اعتقادي اننا نقبلها فقط كانتصار معنوى يسهم في فضح وتعرية السفاح وعصبته دوليا ليرعوى لايقاف هذا النزيف والقتل اليومي لاهلنا في دارفور وعلينا في ذات الوقت ان نستمر في نضالنا الوطني المشروع وان لا نسقط راية المقاومة الشعبية اليومية فهى الطريق الامثل لاسقاط هذه العصبة المجرمة فاذا اسقطنا بها العصبة الحاكمة فهو المطلوب لاننا حينها سنمتلك الشرعية الثورية وحينها سنمارس القصاص الثوري العادل والحقيقي الذي سيشفي غليلنا من القتلة والمجرمين واللصوص الحقيقيين ليذوقوا قصاصا عادلا فيه السن بالسن والعين بالعين والراس بالراس والروح بالروح وهو الحل العادل والذي يرد الينا اعتبارنا لكرامتنا وشرفنا المنتهك ويعيد الامور لحد ما الى نصابها حيث بالشرعية الثورية يمكن ان نخلق التغيير المنشود ولكن احكام لاهاي فقط تستهدف افرادا وقد تنجح في فضحهم معنويا وسجنهم سجنا وثيرا وتوقف بعض النزيف ولكنها لن تأتي بالتغيير المنشود الذي سيغير الوطن الى الافضل طالما هنالك عشرات الالاف من القتلة والفاسدين واللصوص من اتباع الاوغاد يمرحون في البلاد بلا حسيب ولا رقيب يهيمنون على كل مفاصل ومقدرات الدولة المستباحة و لن تغير احكام لاهاااي ما بهم من فساد واجرام بل بالشرعية الثورية وحدها يمكن القصاص منهم والخروج الى بر الامان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق