الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

ألا رحم الله بشارا هذا الرجل الطود الشامخ الجميل

خلافة الله في الارض ومفهوم الاستخلاف عليها واولياء الله الصالحين لا اعتقد انه مفهوم جامد يرتبط بانسان في هيئة محددة من دين محدد او لون او اثنية اوثقافة اوجغرافيا بعينها ॥فالله خالق الكون والانسان هو العادل وبمشيئته اعطانا جميعا نحن مخلوقاته نعمة العقل لنمارس بها التفكير المؤدي الى تأكيد قيم الخير والجمال لنؤكد خلافته الحقيقية على هذه البسيطة ومن ضمن كائناته الصالحة الصادقة النقية النبيلة والذي الى ان رحل وهو في قمة الصراع مع المرض حيث لم تلن قناته ولم يستسلم ابدا للقنوط والياس وما فكر للعودة لمحبوبته (ام درمان) التي يحبها حد العشق والجنون بكل تفاصيلها المجدولة في ذاكرته مهزوما مكسورا كما عاد الكثيرون مهزومين ومازومين بالخوف والفشل الكبير بل كان صادقا وشجاعا واكثر انسجاما وتوافقا مع نفسه وافكاره وطموحاته॥ انه اخي الراحل المقيم المناضل والمثقف الوطني (بشار الكتبي) هذا الفتي الاسمر الطويل الاتي من رحم البقعة العزيزة والذي اعطاه الله بسطة في العقل والجسم والاخلاق والافكار وكان سودانياناخعا في دواخله الانتماء للوطن والشعب والتراب حد التوهط المهول॥يشدك من الوهلة الاولي بقوة افكاره وصدقه وصراحته بصوته الرزين القوي وضحكته العميقة المجلجلة وطريقة تعامله الراقية المهذبة وحينما تتامل مليا فيه بعمق حتما سيغوص بك عقلك الي عصور الفرسان النبلاء والقديسين وحتماانه واحد منهم تم استلافه الينا ليذكرنا بخيباتنا في هذا الراهن المعطوب بالجبن والكذب والنفاق فهو بشار جاء ليبشرنا بان الانسان خليفة الله في الارض هو الانسان الصادق الشفاف والشجاع الابي ولن يمت لانه ليس كومة لحم وعظام بل قيم واخلاق وافكار وجمال جسدها الله الخالق في هذا الكائن الجميل وها قد رحل الي ملكوت الخالق رب الثوار صديقي الجيفاري بشار بعد ان احسن العطاء والوفاء شهيدا مع الشهداء وانا لله وانا اليه راجعون.
ويصادف يوم السادس من ديسمبر الجارى اي السبت القادم مرور الذكرى الاولى لرحيله المهيب وهو يوم ستؤبنه فيه اسرته الصغيرة واصدقاؤه في (دنفر كلورادو ) وايضا كل اصدقائه في الوطن وخارجه وهي مناسبة للترحم على روحه الطاهرة وسرد لذكراه الوطنية والثقافية العطرة وكل سجله في العطاء للوطن الحبيب الذي ظل الى ان رحل عنه صامدا لم ينكسر كما فعل الكثيرون وهو ( يهاتي) به وبأمدرمان حبيبته وقد رحل شامخا واقفا كما تموت الاشجار...
الا رحم الله صديقي بشار وانزله منزلة الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا وانا لله وانا اليه راجعون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق